الكبر والغرور

الكبر والغرور

مقدمة

الكبر والغرور من الصفات الذميمة التي نهى عنها الدين الإسلامي، وهي من الأمراض القلبية التي تؤدي إلى هلاك صاحبها في الدنيا والآخرة. والكبر هو التعالي على الناس والاستعلاء عليهم، والغرور هو الإعجاب بالنفس والإفراط في تقدير الذات. والكبر والغرور صفتان متلازمتان، فالكبير لا بد أن يكون مغروراً، والمغرور لا بد أن يكون كبيراً.

خطورة الكبر والغرور

إن الكبر والغرور من الصفات الخطيرة التي لها آثار مدمرة على صاحبها وعلى المجتمع الذي يعيش فيه. ومن أخطار الكبر والغرور ما يلي:

الكبر والغرور يؤدي إلى الكفر بالله تعالى: فالمتكبر يرى أنه أفضل من غيره، وأنه لا يحتاج إلى أحد، ولا يحتاج إلى الله تعالى. وهذا الاعتقاد يؤدي إلى الكفر بالله تعالى، لأن الكافر هو الذي ينكر وجود الله تعالى أو ينكر وحدانيته أو ينكر صفاته أو ينكر رسله.

الكبر والغرور يؤدي إلى الظلم: فالمتكبر يرى أنه أفضل من غيره، وأنه أحق منهم بالخيرات والبركات. وهذا الظن يؤدي به إلى ظلم الآخرين والاستيلاء على حقوقهم.

الكبر والغرور يؤدي إلى الحقد والحسد: فالمتكبر يحقد على من هو أفضل منه، ويحسد من هو أنعم منه. وهذا الحقد والحسد يؤدي إلى ارتكاب المعاصي والآثام.

أسباب الكبر والغرور

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الكبر والغرور، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

الجهل: الجهل بأحكام الدين الإسلامي وفضائله، وبما أمر به ونهى عنه يؤدي إلى الكبر والغرور. فالجاهل لا يعرف قدر نفسه ولا يعرف قدر الآخرين، لذلك يتكبر عليهم ويستخف بهم.

سوء التربية: سوء التربية في مرحلة الطفولة والشباب، وعدم تعويد الإنسان على التواضع والاحترام يؤدي إلى الكبر والغرور. فالإنسان الذي ينشأ في بيئة متكبرة مغرورة، ويكون معتادًا على أن يُعامَل باحترام وتقدير، يصبح متكبرًا مغرورًا عندما يكبر.

ممارسة المناصب العالية: ممارسة المناصب العالية والسلطة، والاستمتاع بالجاه والنفوذ، قد يؤدي إلى الكبر والغرور. فالإنسان الذي يعتاد على أن يُطاع ويُنفذ أمره، يصبح متكبرًا مغرورًا، وينسى أنه بشر مثله مثل غيره.

مظاهر الكبر والغرور

يتجلى الكبر والغرور في العديد من المظاهر، ومن أهم هذه المظاهر ما يلي:

التعالي على الناس والاستهانة بهم: المتكبر والمغرور يتعالى على الناس ويستهين بهم. ينظر إليهم بازدراء واستخفاف، ويظن أنه أفضل منهم وأنه أحق منهم بالخيرات والبركات.

حب الظهور والشهرة: المتكبر والمغرور يحب الظهور والشهرة. يفعل كل ما في وسعه ليجذب الأنظار إليه، ويكون محط أنظار الناس.

التكلم بصوت عالٍ وبلهجة متعالية: المتكبر والمغرور يتكلم بصوت عالٍ وبلهجة متعالية. يحاول أن يفرض رأيه على الآخرين، ولا يسمح لهم بالتعبير عن آرائهم.

علاج الكبر والغرور

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها علاج الكبر والغرور، ومن أهم هذه الطرق ما يلي:

معرفة الله تعالى والإيمان به: معرفة الله تعالى والإيمان به، ومعرفة صفاته وأسمائه الحسنى، ومعرفة قدره وعظمته، كل هذا يساعد على التخلص من الكبر والغرور. فالإنسان الذي يعرف الله تعالى ويعرف قدره، لا يتكبر ولا يتعالى على غيره.

تذكر الموت والبرزخ والآخرة: تذكر الموت والبرزخ والآخرة، وما فيها من أهوال وعذاب، يساعد على التخلص من الكبر والغرور. فالإنسان الذي يتذكر الموت والبرزخ والآخرة، يعرف أنه لا شيء يستحق التكبر والغرور وأن الجميع سواسية أمام الله تعالى.

ممارسة التواضع: ممارسة التواضع والاحترام للآخرين، والاعتراف بفضل الآخرين، كل هذا يساعد على التخلص من الكبر والغرور. فالإنسان الذي يتواضع ويحترم الآخرين، ويكون معتادًا على الاعتراف بفضل الآخرين، لا يتكبر ولا يتعالى على غيره.

الفرق بين الكبر والغرور

الكبر والغرور صفتان متلازمتان، لكن هناك فرق بينهما. الكبر هو التعالي على الناس والاستعلاء عليهم، أما الغرور فهو الإعجاب بالنفس والإفراط في تقدير الذات.

المتكبر يرى أنه أفضل من غيره، وأنه أحق منهم بالخيرات والبركات. المغرور يرى أنه كامل لا عيب فيه، وأنه أفضل من غيره في كل شيء.

المتكبر يتعالى على الناس ويستهين بهم، أما المغرور فهو مغرور بنفسه ولا يهتم بالآخرين.

الخلاصة

الكبر والغرور من الصفات الذميمة التي نهى عنها الدين الإسلامي، وهي من الأمراض القلبية التي تؤدي إلى هلاك صاحبها في الدنيا والآخرة. الكبر والغرور يؤدي إلى الكفر بالله تعالى، وإلى الظلم، وإلى الحقد والحسد. هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الكبر والغرور، ومن أهم هذه الأسباب الجهل، وسوء التربية، وممارسة المناصب العالية. هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها علاج الكبر والغرور، ومن أهم هذه الطرق معرفة الله تعالى والإيمان به، وتذكر الموت والبرزخ والآخرة، وممارسة التواضع.

أضف تعليق