خطبة عن الكبر والمتكبرين

خطبة عن الكبر والمتكبرين

خطبة عن الكبر والمتكبرين

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،

فإن الكبر من أخطر الأمراض التي تصيب النفس البشرية، وهو من أشد الصفات التي يكرهها الله تعالى ورسوله، قال تعالى: “ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور” (لقمان: 18)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكبر بطر الحق وغمط الناس” (رواه مسلم).

أولاً: مفهوم الكبر:

الكبر هو علو النفس على الغير واستصغارهم، والشعور بالتفوق عليهم، وهو من الصفات المذمومة التي نهى عنها الإسلام، قال تعالى: “ولا تمش في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً” (الإسراء: 37).

ثانياً: أنواع الكبر:

ينقسم الكبر إلى نوعين رئيسيين هما:

1. الكبر على الناس: وهو الشعور بالتفوق عليهم واستصغارهم، والازدراء بهم، وهذا النوع من الكبر هو أشد أنواع الكبر مذمة.

2. الكبر على الله تعالى: وهو أن يشعر الإنسان بأن له فضلاً على الله تعالى، أو أن يتكبر عليه، وهذا النوع من الكبر هو الكفر بعينه.

ثالثاً: أسباب الكبر:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الكبر، ومنها:

1. النسب: قد يتكبر الإنسان لأنه ينتمي إلى نسب عريق، أو قبيلة مشهورة، أو عائلة ثرية.

2. السلطة: قد يتكبر الإنسان لأنه يمتلك سلطة أو منصبًا رفيعًا، وهذا النوع من الكبر هو من أخطر أنواع الكبر لأنه قد يؤدي إلى الظلم والفساد.

3. الثروة: قد يتكبر الإنسان لأنه يمتلك ثروة كبيرة، وهذا النوع من الكبر هو مذموم أيضًا لأنه قد يؤدي إلى البخل والحرص.

4. العلم: قد يتكبر الإنسان لأنه يمتلك علمًا واسعًا، وهذا النوع من الكبر هو مذموم أيضًا لأنه قد يؤدي إلى الغرور والتعالي.

رابعًا: أضرار الكبر:

الكبر من الصفات المذمومة التي لها أضرار كثيرة، ومنها:

1. الحقد والكراهية: يتولد لدى المتكبرين الحقد والكراهية تجاه الآخرين، لأنهم يشعرون بأنهم أفضل منهم.

2. الظلم والفساد: قد يؤدي الكبر إلى الظلم والفساد، لأن المتكبرين يرون أنفسهم فوق القانون، ولا يبالون بحقوق الآخرين.

3. الغرور والتعالي: يتصف المتكبرون بالغرور والتعالي، ويشعرون بأنهم أفضل من الآخرين، وهذا الشعور قد يؤدي إلى العزلة والوحدة.

خامسًا: علاج الكبر:

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها علاج الكبر، ومنها:

1. الإيمان بالله تعالى: إن الإيمان بالله تعالى وتوحيده وإفراده بالعبادة هو أول خطوة في علاج الكبر، لأن الإيمان بالله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالتواضع والخشوع، ويعلم أنه مخلوق ضعيف لا حول له ولا قوة إلا بالله تعالى.

2. تذكر الموت: إن تذكر الموت هو من أقوى الأدوية التي تعالج الكبر، لأن الموت لا يميز بين غني وفقير، ولا بين كبير وصغير، ولا بين متكبر ومتواضع، فجميع الناس سيموتون عاجلاً أم آجلاً، ولا يبقى من أعمالهم إلا ما قدموه من خير.

3. التواضع: إن التواضع هو ضد الكبر، وهو صفة محبوبة إلى الله تعالى وإلى الناس، قال تعالى: “وخفض لهما جناح الذل من الرحمة” (الإسراء: 24).

سادسًا: مواقف مشهورة عن الكبر:

هناك العديد من المواقف المشهورة التي وردت في السنة النبوية الشريفة تحذر من الكبر، ومن هذه المواقف:

1. موقف سيدنا إبليس: عندما رفض سيدنا إبليس السجود لسيدنا آدم عليه السلام، وتكبر عليه، قال تعالى: “إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين” (البقرة: 34).

2. موقف فرعون: عندما ادعى فرعون الألوهية وتكبر على قومه، قال تعالى: “وقال فرعون يا أيها الملا ما علمت لكم من إله غيري” (القصص: 38).

3. موقف النمرود: عندما تحدى النمرود سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقال له: “أنا أحيي وأميت” (البقرة: 258)، فألقاه الله تعالى في النار، فاحترق ومات.

سابعًا: الخاتمة:

في الختام، فإن الكبر من أخطر الأمراض التي تصيب النفس البشرية، وهو من أشد الصفات التي يكرهها الله تعالى ورسوله، قال تعالى: “ولا تمش في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً” (الإسراء: 37).

وقد حذر الإسلام من الكبر وبيّن أضراره، كما بيّن طرق علاجه، فمن أراد أن ينجو من الكبر فعليه أن يتواضع لله تعالى، ويتذكر الموت، وأن يعمل الصالحات.

أضف تعليق