المقدمة:
إن القرآن الكريم مليء بالآيات التي تدعو إلى بر الوالدين، والإحسان إليهما، وتكريم منزلتهما، وقد خص الله سبحانه وتعالى سورة الإسراء بآيات عديدة عن بر الوالدين، وهي السورة التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وسنتناول في هذه المقالة بعض الآيات القرآنية عن بر الوالدين من سورة الإسراء، وبيان دلالتها على فضل بر الوالدين، وعقوبة عقوقهما.
الآيات القرآنية عن بر الوالدين من سورة الإسراء:
1. آية “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”:
تدعو هذه الآية الكريمة إلى الإحسان إلى الوالدين، وإكرامهما، ولين القول لهما، وعدم إغلاظهما، حتى وإن بلغا الكبر، وأصبحا عاجزين عن خدمة أنفسهما.
وتنهى الآية عن قول كلمة “أف” لهما، أو نهرهما، أو التعامل معهما بقسوة أو غلظة.
وتأمر الآية بقول القول الكريم لهما، أي الكلام الطيب واللين والمحترم، الذي يليق بمكانتهما، ويوضح مدى تقدير واحترام الأبناء لهما.
2. آية “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”:
تأمر هذه الآية الكريمة الأبناء بخفض جناح الذل لوالديهم، أي إظهار التواضع واللين لهما، والرحمة بهما، والرأفة بهما.
وتدعو الآية الأبناء إلى الدعاء لوالديهم بالرحمة والمغفرة، وأن يجزيهما الله خير الجزاء على ما بذلاه من جهد وتعب في تربيتهما ورعايتهما منذ الصغر.
وتبين الآية أن بر الوالدين ورحمتهما من أسباب فوز الأبناء بالرحمة من الله سبحانه وتعالى.
3. آية “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَإِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”:
توصي هذه الآية الكريمة الإنسان بالإحسان إلى والديه، والبر بهما، ومعاملتهما معاملة حسنة، حتى وإن دعواه إلى الشرك بالله، أو فعل ما لا يليق به.
وتنهى الآية الأبناء عن طاعة الوالدين في حال أمرهما لهما بالشرك بالله، أو فعل المحرمات، لأن طاعة الوالدين لا تكون إلا في المعروف.
وتؤكد الآية أن مرجع الأبناء إلى الله وحده، وهو الذي سيحاسبهم على أعمالهم، سواء كانت طاعة الوالدين أم عقوقهما.
4. آية “وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”:
تأمر هذه الآية الكريمة الأبناء بعدم نهر الوالدين، أو التعامل معهما بقسوة أو غلظة.
وتدعو الآية الأبناء إلى قول القول الكريم لهما، أي الكلام الطيب واللين والمحترم، الذي يليق بمكانتهما، ويوضح مدى تقدير واحترام الأبناء لهما.
وتبين الآية أن نهر الوالدين من الكبائر التي يغضب الله سبحانه وتعالى، ويستحق عقابه عليها.