المقدمة:
القدر والنصيب من الأمور التي تشغل بال الكثير من الناس، فما هو القدر؟ وما هو النصيب؟ وهل للإنسان دور في رسم قدره؟ أم أن الأمر مفروغ منه؟ هذه الأسئلة وغيرها تدور في أذهان الكثير من الناس، وفي هذا المقال سنتناول آية من القرآن الكريم تتحدث عن القدر والنصيب، ونحاول أن نفهم معناها ودلالاتها.
1. سورة الرعد: الآية 39
قال تعالى في سورة الرعد، الآية 39: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾.
2. شرح الآية:
– في هذه الآية الكريمة، يشير الله تعالى إلى أن رزق كل دابة في الأرض مضمون عنده، وأنه يعلم أين ستستقر هذه الدابة وأين ستودع (أي تموت).
– وكل هذه المعلومات مدونة في كتاب مبين، وهذا الكتاب هو اللوح المحفوظ، الذي فيه كل شيء مكتوب.
– هذه الآية تدل على أن الله تعالى هو الرزاق وهو الذي يقدر الأرزاق، وأنه يعلم كل شيء عن خلقه، ويعلم أين سيستقرون وأين سيموتون.
3. القدر والنصيب في الإسلام:
– القدر في الإسلام هو ما كتبه الله تعالى لعباده قبل خلقهم، أما النصيب فهو ما قدره الله تعالى لكل عبد من الرزق والعمر والصحة وغيرها.
– يؤمن المسلمون بأن القدر والنصيب من عند الله تعالى، وأنه لا يمكن لأحد أن يغيره أو يبدله.
– ومع ذلك، فإن الإنسان له دور في رسم قدره ونصيبه، وذلك من خلال اختياراته وأفعاله.
4. دور الإنسان في رسم قدره ونصيبه:
– من خلال اختياراته وأفعاله، يمكن للإنسان أن يغير قدره ونصيبه إلى حد ما.
– على سبيل المثال، إذا اختار الإنسان أن يجتهد في دراسته وعمله، فإن هذا سيؤدي إلى تحسين قدره ونصيبه.
– وبالمثل، إذا اختار الإنسان أن يعصي الله تعالى، فإن هذا سيؤدي إلى سوء قدره ونصيبه.
5. الحكمة من وجود القدر والنصيب:
– وجود القدر والنصيب في الإسلام له العديد من الحِكَم، منها:
– أنه يجعل الإنسان يتوكل على الله تعالى، ولا يعتمد على نفسه فقط.
– أنه يجعل الإنسان يشعر بالمسؤولية تجاه أفعاله وقراراته.
– أنه يجعل الإنسان يشعر بالرضا والقبول بأقدار الله تعالى.
6. الرزق والنصيب:
– الرزق هو ما يقدره الله تعالى لعباده من طعام وشراب وملبس ومسكن وغيرها.
– النصيب هو ما يقدره الله تعالى لكل عبد من الرزق والعمر والصحة وغيرها.
– يؤمن المسلمون بأن الرزق والنصيب من عند الله تعالى، وأن لا أحد يستطيع أن يغيره أو يبدله.
7. الرضا بالقضاء والقدر:
– من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يتحلى بها هي الرضا بالقضاء والقدر.
– الرضا بالقضاء والقدر يعني أن المسلم يقبل بما قدره الله تعالى له، سواء كان ذلك شيئًا يحبه أم يكرهه.
– الرضا بالقضاء والقدر لا يعني أن المسلم لا يسعى لتغيير قدره، ولكنه يعني أنه يسعى لتغييره من خلال الوسائل المشروعة، ويرضى بقضاء الله تعالى مهما كان.
الخلاصة:
القدر والنصيب من الأمور التي تشغل بال الكثير من الناس، وفي هذا المقال تناولنا آية من القرآن الكريم تتحدث عن القدر والنصيب، وحاولنا أن نفهم معناها ودلالاتها. كما تحدثنا عن دور الإنسان في رسم قدره ونصيبه، وعن الحكمة من وجود القدر والنصيب في الإسلام. وفي النهاية، دعونا المسلم إلى الرضا بالقضاء والقدر.