تهنئة غير المسلمين باعيادهم دار الإفتاء

تهنئة غير المسلمين باعيادهم دار الإفتاء

عنوان المقال: تهنئة غير المسلمين بأعيادهم: موقف دار الإفتاء

مقدمة:

الإسلام دين التسامح والمحبة، وهو يحث المسلمين على التعايش السلمي مع غير المسلمين واحترام معتقداتهم وتقاليدهم. ومن هذا المنطلق، اتخذت دار الإفتاء موقفًا واضحًا تجاه تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، حيث أكدت على أن تهنئتهم واجب شرعي وأخلاقي.

أولاً: دليل جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم:

1. الأدلة الشرعية:

– قال تعالى: “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون” (العنكبوت: 46).

– قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” (رواه الترمذي).

2. سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم:

– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهنئ اليهود والنصارى بأعيادهم، ويحرص على إقامة علاقات حسن الجوار معهم.

– روى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “قدم وفد من النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، فصنع لهم طعامًا في خباء، ثم قال: كلوا بسم الله. فقالوا: لا نفعل حتى تصلي. فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: كلوا بسم الله. فأكلوا”.

3. عمل السلف الصالح:

– كان السلف الصالح يهنئون غير المسلمين بأعيادهم، ويحرصون على إقامة علاقات طيبة معهم.

– روى البيهقي عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه قال: “لا بأس أن يهنئ الرجل أهل الذمة بعيدهم”.

ثانيًا: تهنئة غير المسلمين بأعيادهم واجب شرعي وأخلاقي:

1. الواجب الشرعي:

– تهنئة غير المسلمين بأعيادهم واجب شرعي، لأنها تدخل في إطار المعاملة الحسنة التي حث عليها الإسلام.

– قال تعالى: “وقولوا للناس حسنًا” (البقرة: 83).

2. الواجب الأخلاقي:

– تهنئة غير المسلمين بأعيادهم واجب أخلاقي، لأنها تدل على حسن الخلق واحترام مشاعر الآخرين.

– قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أحسنهم أخلاقًا” (رواه البخاري).

ثالثًا: حدود تهنئة غير المسلمين بأعيادهم:

1. عدم المشاركة في شعائرهم الدينية:

– يجب على المسلم ألا يشارك غير المسلمين في شعائرهم الدينية، مثل حضور قداساتهم أو صلواتهم.

– قال تعالى: “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم” (الأنعام: 108).

2. عدم تقديم الهدايا التي تحتوي على رموز دينية:

– يجب على المسلم ألا يقدم لغير المسلمين هدايا تحتوي على رموز دينية، مثل الصليب أو الهلال أو النجمة السداسية.

– قال تعالى: “وإياي فاعبدون” (الأنبياء: 25).

3. عدم الإفطار العلني في نهار رمضان:

– يجب على المسلم ألا يفطر علنًا في نهار رمضان أمام غير المسلمين، لأن ذلك قد يؤدي إلى الإساءة لمشاعرهم.

– قال تعالى: “فمن شهد منكم الشهر فليصمه” (البقرة: 185).

رابعًا: الحكمة من تهنئة غير المسلمين بأعيادهم:

1. إظهار سماحة الإسلام:

– تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تظهر سماحة الإسلام وتسامحه، وتبين أن الإسلام دين المحبة والسلام.

– قال تعالى: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن” (النحل: 125).

2. ترسيخ مبادئ التعايش السلمي:

– تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ترسخ مبادئ التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين، وتساهم في بناء مجتمع متسامح ومتكاتف.

– قال تعالى: “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله” (الأنفال: 61).

3. نشر المحبة والود بين الناس:

– تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تنشر المحبة والود بين الناس، وتقرب بين قلوبهم، وتجعل المجتمع أكثر تماسكًا وانسجامًا.

– قال تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا” (الحجرات: 13).

خامسًا: آداب تهنئة غير المسلمين بأعيادهم:

1. اخت

أضف تعليق