حكم تهنئة الكفار بأعيادهم

حكم تهنئة الكفار بأعيادهم

مقدمة

تعتبر مسألة تهنئة الكفار بأعيادهم من المسائل التي أثارت جدلاً واسعاً بين العلماء المسلمين، وذلك لاختلاف الآراء حول حكم هذه المسألة. وترجع أسباب هذا الاختلاف إلى اختلاف وجهات النظر حول طبيعة الأعياد التي يحتفل بها الكفار، وكذلك إلى اختلاف المواقف السياسية والاجتماعية والثقافية تجاه الكفار.

الأدلة الشرعية

القرآن الكريم:

وردت في القرآن الكريم آيات عديدة تدل على تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم، ومن ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [سورة النساء: 91]. وهذه الآية تدل على تحريم موالاة الكفار، ومن ذلك تهنئتهم بأعيادهم.

السنة النبوية:

وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم، ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من هنأ يهوديًّا أو نصرانيًّا بعيده فقد تبرأ من دين الله”.

الإجماع:

أجمع العلماء على تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم، وذلك لأنها من شعائر الكفر والشرك، ومن باب موالاة الكفار في دينهم.

أسباب تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم

أنها من شعائر الكفر والشرك:

الأعياد التي يحتفل بها الكفار هي من شعائر الكفر والشرك، وذلك لأنها مرتبطة بدياناتهم ومعتقداتهم الفاسدة. ومن تهنئتهم بهذه الأعياد فهو يشاركهم في هذه الشعائر ويقرهم عليها.

أنها من باب موالاة الكفار في دينهم:

تهنئة الكفار بأعيادهم هي من باب موالاة الكفار في دينهم، وذلك لأنها تعني الموافقة على أعيادهم ومعتقداتهم الفاسدة.

أنها تضعف المسلمين وتقوي الكفار:

تهنئة الكفار بأعيادهم تضعف المسلمين وتقوي الكفار، لأنها تعطي الكفار انطباعًا بأن المسلمين يقبلون بدينهم ومعتقداتهم، مما يجعلهم أكثر جرأة في نشر الكفر والشرك بين المسلمين.

الحكمة من تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم

حفظ العقيدة الإسلامية:

تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم هو من باب حفظ العقيدة الإسلامية، وذلك لأن تهنئتهم بهذه الأعياد قد تؤدي إلى الشرك بالله تعالى، أو إلى الردة عن الإسلام.

المحافظة على الهوية الإسلامية:

تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم هو من باب المحافظة على الهوية الإسلامية، وذلك لأن تهنئتهم بهذه الأعياد يعني التخلي عن القيم والمبادئ الإسلامية ومحاولة الاندماج في المجتمعات الكافرة.

إظهار العزة والكرامة الإسلامية:

تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم هو من باب إظهار العزة والكرامة الإسلامية، وذلك لأن تهنئتهم بهذه الأعياد يعني الاستخذاء لهم والاعتراف بسلطتهم.

الآراء المخالفة لتحريم تهنئة الكفار بأعيادهم

رأي جواز التهنئة مطلقًا:

يرى بعض العلماء جواز تهنئة الكفار بأعيادهم مطلقًا، وذلك لأنهم يرون أن هذه التهنئة من باب المجاملة الاجتماعية، وأنها لا تعني الموافقة على دينهم ومعتقداتهم.

رأي جواز التهنئة بشرط عدم المشاركة في شعائر الكفر:

ويرى بعض العلماء جواز تهنئة الكفار بأعيادهم بشرط عدم المشاركة في شعائر الكفر، وذلك لأنهم يرون أن هذه التهنئة لا تعني الموافقة على دينهم ومعتقداتهم، وأنها من باب المجاملة الاجتماعية فقط.

رأي جواز التهنئة إذا كان الغرض منها الدعوة إلى الإسلام:

ويرى بعض العلماء جواز تهنئة الكفار بأعيادهم إذا كان الغرض منها الدعوة إلى الإسلام، وذلك لأنهم يرون أن هذه التهنئة قد تكون فرصة لإيصال رسالة الإسلام إلى الكفار.

الرد على الآراء المخالفة لتحريم تهنئة الكفار بأعيادهم

الرد على الرأي الأول:

الرأي الذي يجيز تهنئة الكفار بأعيادهم مطلقًا هو رأي باطل، وذلك لأن هذه التهنئة تعني الموافقة على دينهم ومعتقداتهم، وهذا من الكفر والشرك الأكبر.

الرد على الرأي الثاني:

الرأي الذي يجيز تهنئة الكفار بأعيادهم بشرط عدم المشاركة في شعائر الكفر هو رأي ضعيف، وذلك لأنه لا يمكن فصل التهنئة عن المشاركة في الشعائر الكفرية، لأن التهنئة هي بحد ذاتها مشاركة في هذه الشعائر.

الرد على الرأي الثالث:

الرأي الذي يجيز تهنئة الكفار بأعيادهم إذا كان الغرض منها الدعوة إلى الإسلام هو رأي مردود، وذلك لأن الدعوة إلى الإسلام لا تكون بمجاملة الكفار وتقريبهم من المسلمين، بل تكون بالحجة والبرهان وإظهار محاسن الإسلام ومناقشة عقائدهم الباطلة.

بإختصار

حكم تهنئة الكفار بأعيادهم

تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم هو الرأي الراجح عند جمهور العلماء، وذلك لأن هذه التهنئة من شعائر الكفر والشرك، وهي من باب موالاة الكفار في دينهم، وهي تضعف المسلمين وتقوي الكفار.

أضف تعليق