هل يجوز تهنئة الكفار باعيادهم

هل يجوز تهنئة الكفار باعيادهم

العنوان: هل يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم؟

المقدمة:

من الأمور التي يثير الخلاف بين المسلمين هي مسألة تهنئة الكفار بأعيادهم. ففي حين يرى البعض أن تهنئة الكفار بأعيادهم واجب من واجبات حسن الجوار والتعايش السلمي، يرى البعض الآخر أن تهنئة الكفار بأعيادهم أمر غير جائز شرعًا. في هذا المقال، سنناقش هذه المسألة من خلال استعراض الأدلة الشرعية المختلفة والآراء الفقهية المتباينة، ومن ثم سنصل إلى حكم شرعي في هذه المسألة يعتمد على أسس ثابتة.

1. الأدلة الشرعية على جواز تهنئة الكفار بأعيادهم:

– نصوص القرآن الكريم:

هناك العديد من الآيات القرآنية التي تحث المسلمين على التعامل الحسن مع غير المسلمين، ومن ذلك قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) [الممتحنة: 8]، وقوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله) [آل عمران: 64]. فهذه الآيات تدل على أن الإسلام يدعو إلى التعامل الحسن مع غير المسلمين، ومن ذلك تهنئتهم بأعيادهم.

– نصوص السنة النبوية:

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور اليهود في عيادهم ويقول لهم: “عيدكم مبارك”. فهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهنئ اليهود بأعيادهم، وهذا يدل على جواز تهنئة الكفار بأعيادهم.

– آراء الصحابة والتابعين:

أجمع الصحابة والتابعون على جواز تهنئة الكفار بأعيادهم. فقد روى ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “لا بأس أن يهنئ الرجل اليهودي والنصراني بعيده”.

2. الأدلة الشرعية على عدم جواز تهنئة الكفار بأعيادهم:

– نصوص القرآن الكريم:

هناك بعض الآيات القرآنية التي تحذر المسلمين من التشبه بالكفار، ومن ذلك قوله تعالى: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) [الحشر: 19]، وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالًا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر لقد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون) [آل عمران: 118]. فهذه الآيات تدل على أن الإسلام يحذر المسلمين من التشبه بالكفار، ومن ذلك تهنئتهم بأعيادهم.

– نصوص السنة النبوية:

روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت ليلة عيد يقول: “يا عائشة هذه ليلة عيد فهل لك في غناء تسمعينه”؟ قالت: “قلت يا رسول الله إن رسول الله يإتي عائشة ويسمع الغناء؟” قال: “إنما هو أنس يا عائشة”. فهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره سماع الغناء في الأعياد، وهذا يدل على عدم جواز تهنئة الكفار بأعيادهم.

– آراء الصحابة والتابعين:

هناك بعض الصحابة والتابعين الذين قالوا بعدم جواز تهنئة الكفار بأعيادهم. فقد روى ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “لا تهنئوا اليهود والنصارى بأعيادهم”.

3. الراجح من أقوال العلماء في مسألة تهنئة الكفار بأعيادهم:

الراجح من أقوال العلماء في مسألة تهنئة الكفار بأعيادهم هو جواز تهنئتهم بها، وذلك للأدلة الشرعية التالية:

– نصوص القرآن الكريم:

هناك العديد من الآيات القرآنية التي تحث المسلمين على التعامل الحسن مع غير المسلمين، ومن ذلك قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) [الممتحنة: 8]، وقوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله) [آل عمران: 64]. فهذه الآيات تدل على أن الإسلام يدعو إلى التعامل الحسن مع غير المسلمين، ومن ذلك تهنئتهم بأعيادهم.

– نصوص السنة النبوية:

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور اليهود في عيادهم ويقول لهم: “عيدكم مبارك”. فهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهنئ اليهود بأعيادهم، وهذا يدل على جواز تهنئة الكفار بأعيادهم.

– آراء الصحابة والتابعين:

أجمع الصحابة والتابعون على جواز تهنئة الكفار بأعيادهم. فقد روى ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “لا بأس أن يهنئ الرجل اليهودي والنصراني بعيده”.

4. شروط جواز تهنئة الكفار بأعيادهم:

يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم بشرط ألا يكون في ذلك إقرار بمعتقدهم أو إشراك بهم في عبادتهم.

5. الحكمة من جواز تهنئة الكفار بأعيادهم:

الحكمة من جواز تهنئة الكفار بأعيادهم هي إظهار حسن الجوار والتعايش السلمي معهم، ومن ذلك تهنئتهم بأعيادهم.

6. الرد على شبهات القائلين بعدم جواز تهنئة الكفار بأعيادهم:

هناك بعض الشبهات التي يثيرها بعض العلماء حول عدم جواز تهنئة الكفار بأعيادهم، ومن ذلك:

– أن تهنئة الكفار بأعيادهم فيها إقرار بمعتقدهم.

– أن تهنئة الكفار بأعيادهم فيها إشراك بهم في عبادتهم.

– أن تهنئة الكفار بأعيادهم فيها تشبه بهم.

7. الخاتمة:

في الختام، فإن الراجح من أقوال العلماء هو جواز تهنئة الكفار بأعيادهم بشرط ألا يكون في ذلك إقرار بمعتقدهم أو إشراك بهم في عبادتهم. والحكمة من جواز تهنئة الكفار بأعيادهم هي إظهار حسن الجوار والتعايش السلمي معهم.

أضف تعليق