جزى الله الشدائد كل خير

جزى الله الشدائد كل خير

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.

أما بعد، فإن الشدائد هي أحد أشكال الحياة التي يتعرض لها الإنسان في رحلته على سطح الأرض، وقد تكون هذه الشدائد جسدية أو نفسية أو اجتماعية أو مادية. وللشدائد آثار متباينة على حياة الإنسان، فقد تكون هذه الآثار سلبية وتؤدي إلى الإحباط واليأس والقنوط، وقد تكون إيجابية وتؤدي إلى الصبر والثبات والإصرار.

وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصبر على الشدائد، وبشّرنا بالأجر العظيم لمن يصبر عليها، فقال سبحانه: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46].

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث التي تحث على الصبر على الشدائد، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “من صبر على البلاء أعطاه الله ثواب خمسين شهيدًا”.

وإنما سميت الشدائد بهذا الاسم لأنها تشد الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، وتجعله يتضرع إليه ويدعوه ويتوكل عليه.

وإني لم أكتب هذا المقال إلا لكي أقول: جزى الله الشدائد كل خير.

1. الشدائد تزيد الإنسان إيمانًا:

– تجعل الإنسان يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ويدعوه ويسأله الفرج.

– تعلمه الصبر والتحمل، وتجعله أقوى وأشد عزمًا.

– تزيده يقينًا بأن الله سبحانه وتعالى هو وحده القادر على إزالة الشدائد، وأنه لا يضيع أجر المحسنين.

2. الشدائد تنمي شخصية الإنسان:

– تجعله أكثر نضجًا وفهمًا للحياة، وتجعله أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات والتحديات.

– تعلمه الاعتماد على نفسه، وتجعله أكثر قوة وثباتًا.

– تزيده حكمة ودراية، وتجعله أكثر قدرة على حل المشاكل واتخاذ القرارات.

3. الشدائد تقوي عزيمة الإنسان:

– تجعله أكثر إصرارًا وعزيمة على تحقيق أهدافه، وتجعله لا ييأس مهما كانت الظروف صعبة.

– تعلمه أن الصبر مفتاح الفرج، وأن الإصرار على تحقيق الأهداف هو السبيل الوحيد للنجاح.

– تجعله أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات والتحديات، وتجعله لا يتراجع مهما كانت الظروف صعبة.

4. الشدائد تزيد الإنسان معرفةً:

– تجعله أكثر خبرة بالحياة، وتجعله أكثر قدرة على التعامل مع المواقف المختلفة.

– تعلمه الكثير من الدروس والعبر، وتجعله أكثر حكمة ودراية.

– تزيده معرفةً بنفسه وبقدراته، وتجعله أكثر قدرة على تحقيق أهدافه.

5. الشدائد تقوي صلة الإنسان بالله سبحانه وتعالى:

– تجعله أكثر تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، ويدعوه ويسأله الفرج.

– تعلمه الصبر والتحمل، وتجعله أقوى وأشد عزمًا.

– تزيده يقينًا بأن الله سبحانه وتعالى هو وحده القادر على إزالة الشدائد، وأنه لا يضيع أجر المحسنين.

6. الشدائد تزيد الإنسان صلةً بالناس:

– تجعله أكثر حرصًا على مساعدة المحتاجين والضعفاء، وتجعله أكثر عطاءً وكرمًا.

– تعلمه أهمية التعاون والعمل الجماعي، وتجعله أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين.

– تزيده حبًا للناس، وتجعله أكثر قدرة على التعامل معهم.

7. الشدائد تجعل الإنسان أكثر قدرة على تقدير النعم:

– تجعله أكثر شكرًا لله سبحانه وتعالى على نعمه، وتجعله أكثر حرصًا على الحفاظ عليها.

– تعلمه أهمية النعم، وتجعله أكثر قدرة على الاستمتاع بها.

– تزيده حبًا للحياة، وتجعله أكثر قدرة على العيش بسعادة ورضا.

في الختام:

إن الشدائد منحة إلهية عظيمة، وهي نعمة من الله سبحانه وتعالى على الإنسان، وإن من صبر عليها وحسن ظنه بها نال أجرًا عظيمًا، وإن من جزع منها وقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى خسر الدنيا والآخرة.

فالحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة، وعلى الشدائد والرخاء، وعلى ما نعلم وما لا نعلم.

أضف تعليق