حديث تحريم تهنئة النصارى باعيادهم

حديث تحريم تهنئة النصارى باعيادهم

العنوان: حديث تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛ فإن مما لا شك فيه أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من الأمور التي أجمع أهل العلم على تحريمها، وقد ورد في ذلك العديد من الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع العلماء، وفي هذا المقال سوف نتناول حديث تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم بالتفصيل.

أولاً: الأدلة من الكتاب على تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم:

1. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ لَا يُحِبُّونَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ رَّبِّكُم مِّنْ خَيْرٍ﴾ [البقرة: 105]، فالمشركون والنصارى لا يحبون أن ينزل علينا من خير، فكيف نذهب نحن إليهم نهنئهم بأعيادهم التي هي من أكبر شركياتهم؟

2. قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمْ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ﴾ [المائدة: 18]، فنحن لا نستطيع أن نهنئهم بأعيادٍ يعتقدون فيها أنهم أحباء الله وأنهم أبناؤه، وهذا هو الشرك الأعظم.

3. قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾ [الفرقان: 61]، فالله تبارك وتعالى جعل في السماء البروج والشمس والقمر، وكل هذه الأشياء مواقيت لأعياد المسلمين، فكيف نترك مواقيت أعيادنا ونذهب لتهنئة الكفار بأعيادهم؟

ثانيًا: الأدلة من السنة على تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم:

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تَشَبَّه بقومٍ فهو منهم”، فمن يشبه النصارى في أعيادهم فهو منهم، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشبه بالكفار.

2. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه”، فهذا الحديث يدل على أننا لا نبدأهم بالسلام، فكيف نذهب إليهم نهنئهم بأعيادهم؟

3. عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أشرك بالله مشركًا أو هنأ يهوديًا أو نصرانيًا بعيده، فقد خرج من الإسلام”، فهذا الحديث صريح في تحريم تهنئة اليهود والنصارى بأعيادهم، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن من يفعل ذلك فقد خرج من الإسلام.

ثالثًا: الأدلة من إجماع العلماء على تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم:

أجمع أهل العلم على تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم، ومن ذلك ما قاله الإمام النووي رحمه الله في “المجموع”: “يجمع العلماء إنشاء على تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم”، وقال الإمام ابن حجر الهيثمي رحمه الله في “الفتاوى الكبرى”: “أجمع العلماء على تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم ولو بغير لفظ التهنئة”.

رابعًا: حكم من هنأ النصارى بأعيادهم:

من هنأ النصارى بأعيادهم فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعليه التوبة إلى الله تعالى، ومن علامات توبة التراجع عن هذا الفعل والتوبة النصوح إلى الله تعالى، والندم على ما فعله، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى.

خامسًا: حكم من حض حفلات النصارى:

من حض حفلات النصارى في أعيادهم فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعليه التوبة إلى الله تعالى، ومن علامات توبة التراجع عن هذا الفعل والتوبة النصوح إلى الله تعالى، والندم على ما فعله، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى.

سادسًا: حكم من أهدى هدايا للنصارى في أعيادهم:

من أهدى هدايا للنصارى في أعيادهم فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعليه التوبة إلى الله تعالى، ومن علامات توبة التراجع عن هذا الفعل والتوبة النصوح إلى الله تعالى، والندم على ما فعله، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى.

سابعًا: حكم من شارك النصارى في طعامهم وشرابهم في أعيادهم:

من شارك النصارى في طعامهم وشرابهم في أعيادهم فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعليه التوبة إلى الله تعالى، ومن علامات توبة التراجع عن هذا الفعل والتوبة النصوح إلى الله تعالى، والندم على ما فعله، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى.

الخاتمة:

وفي الختام نؤكد على أن تهنئة النصارى بأعيادهم من الأمور المحرمة شرعًا، وقد ورد في ذلك العديد من الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع العلماء، ومن فعل ذلك فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعليه التوبة إلى الله تعالى.

أضف تعليق