حكم تهنئة النصارى باعيادهم عند الأئمة الأربعة

حكم تهنئة النصارى باعيادهم عند الأئمة الأربعة

مقدمة:

تهنئة النصارى بأعيادهم من المسائل التي اختلف فيها الفقهاء قديمًا وحديثًا، وقد تعددت الآراء حول حكم هذه التهنئة بين الحرمة والجواز والكراهة، وفي هذا المقال سنستعرض آراء الأئمة الأربعة في هذه المسألة بالتفصيل.

1. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم عند الإمام أبو حنيفة:

يرى الإمام أبو حنيفة أن تهنئة النصارى بأعيادهم جائزة ولا حرج فيها، مستدلاً بقوله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46].

ويرى الإمام أبو حنيفة أن التهنئة بأعياد النصارى تدخل في باب المعروف، وأن إدخال السرور على غير المسلمين من الأمور المستحبة.

واستدل الإمام أبو حنيفة أيضًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدايا من غير المسلمين، وهذا يدل على أنه لا حرج في التعامل معهم بالمعروف.

2. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم عند الإمام مالك:

يرى الإمام مالك أن تهنئة النصارى بأعيادهم جائزة ولا حرج فيها، مستدلاً بقوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].

ويرى الإمام مالك أن التهنئة بأعياد النصارى من باب إفشاء السلام، وأن الإسلام حث على نشر السلام بين الناس جميعًا.

واستدل الإمام مالك أيضًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدايا من غير المسلمين، وهذا يدل على أنه لا حرج في التعامل معهم بالمعروف.

3. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم عند الإمام الشافعي:

يرى الإمام الشافعي أن تهنئة النصارى بأعيادهم مكروهة، مستدلاً بقوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36].

ويرى الإمام الشافعي أن التهنئة بأعياد النصارى من قبيل التشبه بهم، وأن التشبه بالكفار حرام.

واستدل الإمام الشافعي أيضًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التشبه بالمشركين، وهذا يدل على أن التهنئة بأعياد النصارى من الأمور المنهي عنها.

4. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم عند الإمام أحمد:

يرى الإمام أحمد أن تهنئة النصارى بأعيادهم حرام، مستدلاً بقوله تعالى: {وَلا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 57].

ويرى الإمام أحمد أن التهنئة بأعياد النصارى من قبيل المشاركة في أعيادهم، وأن المشاركة في أعياد الكفار من الأمور المحرمة.

واستدل الإمام أحمد أيضًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التشبه بالمشركين، وهذا يدل على أن التهنئة بأعياد النصارى من الأمور المنهي عنها.

5. أقوال العلماء المعاصرين في حكم تهنئة النصارى بأعيادهم:

اختلف العلماء المعاصرون في حكم تهنئة النصارى بأعيادهم، فمنهم من يرى أن التهنئة جائزة، ومنهم من يرى أنها مكروهة، ومنهم من يرى أنها حرام.

ومن العلماء الذين يرون أن التهنئة جائزة الشيخ يوسف القرضاوي، حيث يرى أن التهنئة بأعياد النصارى من باب إفشاء السلام، وأن الإسلام حث على نشر السلام بين الناس جميعًا.

ومن العلماء الذين يرون أن التهنئة مكروهة الشيخ ابن باز، حيث يرى أن التهنئة بأعياد النصارى من قبيل التشبه بهم، وأن التشبه بالكفار مكروه.

6. ضوابط تهنئة النصارى بأعيادهم:

إذا كانت التهنئة بأعياد النصارى جائزة، فلا بد من مراعاة بعض الضوابط، ومنها:

ألا تكون التهنئة مصحوبة بأي مظاهر من مظاهر التشبه بالنصارى.

ألا تكون التهنئة مصحوبة بأي إقرار لأعياد النصارى أو معتقداتهم.

ألا تكون التهنئة مصحوبة بأي إضرار بالمسلمين أو إساءة إلى دينهم.

7. الخاتمة:

اختلف الفقهاء في حكم تهنئة النصارى بأعيادهم، فمنهم من يرى أنها جائزة، ومنهم من يرى أنها مكروهة، ومنهم من يرى أنها حرام.

ويرى جمهور العلماء أن التهنئة بأعياد النصارى جائزة ولا حرج فيها، مستدلين بقوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].

ويرى بعض العلماء أن التهنئة بأعياد النصارى مكروهة، مستدلين بقوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36].

ويرى بعض العلماء أن التهنئة بأعياد النصارى حرام، مستدلين بقوله تعالى: {وَلا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 57].

أضف تعليق