حكم تهنئة النصارى بأعيادهم إسلام ويب

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم إسلام ويب

المقدمة

تعد مسألة تهنئة النصارى بأعيادهم من المسائل الفقهية التي اختلف فيها الفقهاء، فبين قائل بجواز ذلك وقائل بحرمته، وفي هذا المقال سوف نتناول حكم تهنئة النصارى بأعيادهم من خلال فتاوى العلماء في هذا الشأن.

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم عند جمهور العلماء

يرى جمهور العلماء أن تهنئة النصارى بأعيادهم جائزة ولا حرج فيها، واستدلوا على ذلك بعدد من الأدلة الشرعية، منها:

أن النبي صلى الله عليه وسلم هنأ اليهود في عيدهم وقال لهم: “وعليكم”، وفي رواية أخرى قال لهم: “فإنما لكل قوم عيد”.

أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يهنئون بعضهم البعض بأعيادهم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.

أن تهنئة النصارى بأعيادهم يعد من باب المعاملة الحسنة معهم، والتي أمرنا بها الإسلام.

الرد على من حرم تهنئة النصارى بأعيادهم

يقول الداعية السعودي الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله: “لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم ولا حضورها ولا قبول هداياهم فيها لأنها شعائر كفرية، ولأنها إقرار ونصرة لأهل الكفر على المسلمين، وقال أيضا: “ما يجري من تهنئة النصارى لعيد الميلاد المجيد أو غيره من أعيادهم الدينية لا شك أنه من الأمور المنكرات التي يجب الإنكار عليها”.

والشيخ بن باز رحمه الله يقول في فتوى له: “لا يجوز للمسلمين أن يهنئوا الكفار بأعيادهم، ولا أن يشاركوا في احتفالاتهم بها، لأن ذلك من قبيل المعونة على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: “وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”.

أدلة تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم

وقد استدل الشيخ ابن باز والشيخ بن جبرين على تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم بعدد من الأدلة الشرعية، منها:

أن مشاركة النصارى في أعيادهم تعتبر من قبيل التشبه بهم، وقد قال الله تعالى: “وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُنزِلَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابُ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ”.

أن مشاركة النصارى في أعيادهم قد تؤدي إلى الفتنة والاختلاط بين المسلمين والنصارى، وقد قال الله تعالى: “وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ”.

أن مشاركة النصارى في أعيادهم قد تؤدي إلى إضعاف العقيدة الإسلامية لدى المسلمين، وقد قال الله تعالى: “كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُو رَبَّنَا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.

حكم بيع الهدايا والزينة في أعياد النصارى

ويرى جمهور العلماء أنه لا يجوز بيع الهدايا والزينة في أعياد النصارى، لأنه بذلك يكون معينًا لهم على إقامة شعائر دينهم، وقد قال الله تعالى: “وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”.

حكم شراء الهدايا والزينة في أعياد النصارى

ويرى جمهور العلماء أنه لا يجوز شراء الهدايا والزينة في أعياد النصارى، لأنه بذلك يكون داعمًا لهم على إقامة شعائر دينهم، وقد قال الله تعالى: “وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”.

الخلاصة

أن تهنئة النصارى بأعيادهم جائزة ولا حرج فيها إذا كانت التهنئة مجرد معايدة بالسلام ونحوه، أما إذا كانت التهنئة مقترنة بإقرار أعيادهم أو المشاركة في احتفالاتهم بها، فهذا لا يجوز شرعًا.

وفي النهاية، يجب على المسلم أن يكون على علم بحكم تهنئة النصارى بأعيادهم حتى يتجنب الوقوع في المحظور الشرعي.

أضف تعليق