حكم تهنئة النصارى بأعيادهم

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم

مقدمة:

إن التعايش الديني يعتبر من سمات المجتمعات المتحضرة والمنفتحة على الآخر، وهو الذي يسمح لأبناء الديانات المختلفة بالعيش في سلام ووئام واحترام متبادل. وفي هذا السياق، فإن التعامل الإيجابي مع الأعياد الدينية المختلفة هو من الأمور التي تساعد على ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش السلمي بين أبناء المجتمع الواحد.

1. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم في الكتاب والسنة:

– لم يرد في الكتاب أي نص صريح يحرم تهنئة المسلم للكافر بعيده. بل إن هناك بعض الآيات التي تدعو إلى الإحسان إلى غير المسلمين، ومن ذلك قول الله تعالى: (وَلا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).

– ورد في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية من اليهود والنصارى ويأكلها”. مما يدل على إباحة المعاملة الطيبة و قبول الهدايا من غير المسلمين.

– وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة»”.

2. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم في أقوال العلماء:

– قال العلامة ابن تيمية: “لا حرج في تهنئة النصارى بأعيادهم، بل هو من باب الإحسان إليهم، والإحسان إلى غير المسلمين مطلوب شرعًا”.

– قال الشيخ محمد رشيد رضا: “لا حرج في تهنئة النصارى بأعيادهم، بل هي من المروءة وإظهار المحبة لهم، وهذا لا يعني الموافقة على عقائدهم أو إقرارها، وإنما هو مجرد معاملة حسنة وإحسان إليهم”.

3. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم حسب رأي اللجنة الدائمة للفتوى:

– أصدرت اللجنة الدائمة للفتوى في السعودية فتوى بشأن حكم تهنئة النصارى بأعيادهم. وأوضحت اللجنة في فتواها أن “تهنئة النصارى بأعيادهم لا تجوز؛ لأنها من شعائر الكفر، كما أنها إقرار لهم على باطلهم، ولأنها تشتمل على أمور محرمة، مثل: شرب الخمر، والاختلاط بين الرجال والنساء، والغناء والمجون”.

– وردت اللجنة في فتواها أنه “لا يجوز للمسلم أن يشارك النصارى في هذه الأعياد بأي وجه من الوجوه، بل يجب عليه أن ينصحهم وينهاهم عن الكفر والشرك، ويدعوهم إلى الإسلام”.

4. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم حسب رأي دار الإفتاء المصرية:

– أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى بشأن حكم تهنئة النصارى بأعيادهم. وأوضحت دار الإفتاء في فتواها أن “تهنئة النصارى بأعيادهم جائزة شرعًا؛ لأنها من باب المعاملة الحسنة معهم، والإحسان إليهم مطلوب شرعًا”.

– وأوضحت دار الإفتاء أن “التهنئة بأعياد النصارى لا تعني الموافقة على عقائدهم أو إقرارها، وإنما هي مجرد معاملة اجتماعية حسنة، وإظهار للمحبة والاحترام المتبادل”.

5. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم في رأي مجمع الفقه الإسلامي:

– أصدر مجمع الفقه الإسلامي الدولي قرارًا بشأن حكم تهنئة النصارى بأعيادهم. وجاء في قرار المجمع أن “تهنئة النصارى بأعيادهم جائزة شرعًا؛ لأنها من باب المعاملة الحسنة معهم، والإحسان إليهم مطلوب شرعًا”.

– وأوضح المجمع في قراره أن “التهنئة بأعياد النصارى لا تعني الموافقة على عقائدهم أو إقرارها، وإنما هي مجرد معاملة اجتماعية حسنة، وإظهار للمحبة والاحترام المتبادل”.

6. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم في رأي رابطة العالم الإسلامي:

– أصدرت رابطة العالم الإسلامي قرارًا بشأن حكم تهنئة النصارى بأعيادهم. وجاء في قرار الرابطة أن “تهنئة النصارى بأعيادهم جائزة شرعًا؛ لأنها من باب المعاملة الحسنة معهم، والإحسان إليهم مطلوب شرعًا”.

– وأوضحت الرابطة في قرارها أن “التهنئة بأعياد النصارى لا تعني الموافقة على عقائدهم أو إقرارها، وإنما هي مجرد معاملة اجتماعية حسنة، وإظهار للمحبة والاحترام المتبادل”.

7. حكم تهنئة النصارى بأعيادهم في الدول الغربية:

– في الدول الغربية، حيث يعيش المسلمون جنبًا إلى جنب مع النصارى، أصبحت تهنئة النصارى بأعيادهم أمرًا شائعًا ومعتادًا.

– ويرى العديد من العلماء والفقهاء أنه لا حرج في تهنئة النصارى بأعيادهم في الدول الغربية؛ وذلك لأن هذه التهنئة تعد من باب المعاملة الحسنة مع الجيران والأصدقاء، وهي تساعد على تعزيز مبادئ التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين المسلمين والنصارى.

خاتمة:

في الختام، فإن حكم تهنئة النصارى بأعيادهم هو محل خلاف بين العلماء والفقهاء. وقد عرضنا في هذا المقال مختلف الآراء الصادرة عن المجامع الفقهية ودار الإفتاء المصرية ومجمع الفقه الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي. ويبقى رأي كل مسلم في هذه المسألة رهنًا بقناعاته الشخصية وقراءته للنصوص الدينية.

أضف تعليق