حديث عن إيذاء الناس باللسان

حديث عن إيذاء الناس باللسان

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فإن من أعظم الذنوب التي قد يرتكبها الإنسان هي إيذاء الناس باللسان، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك في أحاديث كثيرة، ومنها قوله: “من لزم الصمت نجا من الشر”، وقوله: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”.

إيذاء الناس باللسان من كبائر الذنوب

إيذاء الناس باللسان من كبائر الذنوب، وقد حذرنا الله تعالى منه في كتابه العزيز فقال: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].

وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تحذر من إيذاء الناس باللسان، ومن ذلك قوله: “من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكته الله يوم القيامة حتى يخرج مما قال”، وقوله: “سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر”.

أشكال إيذاء الناس باللسان

هناك أشكال كثيرة لإيذاء الناس باللسان، منها:

السب والشتم: وهو من أبشع أنواع إيذاء الناس باللسان، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه العزيز فقال: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108].

الغيبة: وهي ذكر عيوب الناس في غيبتهم، وقد نهى الله تعالى عنها في كتابه العزيز فقال: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات: 12].

الكذب: وهو من أبشع أنواع إيذاء الناس باللسان، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه العزيز فقال: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} [المائدة: 116].

النفاق: وهو اظهار المحبة وإخفاء البغضاء، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه العزيز فقال: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8].

النميمة: وهي نقل الكلام بين الناس لإفساد ذات البين، وقد نهى الله تعالى عنها في كتابه العزيز فقال: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّجْوَى لَإِثْمٌ} [المجادلة: 10].

الوعيد: وهو التهديد والتوعد، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه العزيز فقال: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42].

السخرية: وهي الاستهزاء بالناس، وقد نهى الله تعالى عنها في كتابه العزيز فقال: {وَلَا تَسْخَرُوا مِنْهُمْ فَيَسْخَرُوا مِنْكُمْ} [الحجرات: 11].

أضرار إيذاء الناس باللسان

إيذاء الناس باللسان له أضرار كثيرة على الفرد والمجتمع، منها:

الضرر على الفرد: يؤدي إيذاء الناس باللسان إلى إيذاء النفس وتأنيب الضمير، كما يؤدي إلى الشعور بالذنب والندم، وقد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق.

الضرر على المجتمع: يؤدي إيذاء الناس باللسان إلى إفساد العلاقات الاجتماعية، كما يؤدي إلى نشر الكراهية والعنف، وقد يؤدي إلى الحروب والصراعات.

علاج إيذاء الناس باللسان

لعلاج إيذاء الناس باللسان، يجب علينا اتباع الخطوات التالية:

الاعتراف بالخطأ: يجب علينا أولاً الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبناه، وأن نطلب المغفرة من الله تعالى.

الندم والتوبة: يجب علينا أن نندم على ما فعلناه، وأن نتوب إلى الله تعالى، وأن نتعهد بأن لا نكرر ذلك الخطأ مرة أخرى.

تعويض الضحية: يجب علينا أن نعوض الضحية عن الأذى الذي لحق بها، وأن نعتذر لها ونطلب منها السماح.

الرقابة على اللسان: يجب علينا أن نراقب ألسنتنا، وأن لا نتركها تنطق إلا بما يرضي الله تعالى.

الإكثار من ذكر الله تعالى: الإكثار من ذكر الله تعالى يساعدنا على التحكم في ألسنتنا، وأن لا ننطق إلا بما يرضيه.

الدعاء إلى الله تعالى: يجب علينا أن ندعو الله تعالى بأن يرزقنا حسن الكلام، وأن يحفظنا من شرور ألسنتنا.

الخاتمة

إيذاء الناس باللسان من كبائر الذنوب، وقد حذرنا الله تعالى منه في كتابه العزيز، وحذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، فلنحذر من إيذاء الناس باللسان، ولنراقب ألسنتنا، ولنكثر من ذكر الله تعالى، ولندعو الله تعالى بأن يرزقنا حسن الكلام، وأن يحفظنا من شرور ألسنتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *