حديث عن الغفلة

حديث عن الغفلة

مقدمة:

الغفلة مرض قلبي خطير، فهي عمى البصيرة وسكون القلب عن ذكر الله تعالى، وهي سبب رئيسي لكثير من الذنوب والمعاصي، ولذلك حذرنا الله تعالى منها في كتابه العزيز وفي سنة نبيه الكريم، كما حذرنا منها السلف الصالح، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن القلب ليعمى كما تعمى البصر، وإن دواءه كثرة ذكر الله عز وجل”.

أقسام الغفلة:

تنقسم الغفلة إلى قسمين:

– الغفلة عن الله تعالى: وهي أن يغفل الإنسان عن ذكر الله تعالى وعن أوامره ونواهيه، فلا يخاف عقابه ولا يرجو ثوابه، ولا يراقبه في أقواله وأفعاله.

– الغفلة عن النفس: وهي أن يغفل الإنسان عن محاسبة نفسه وتزكيتها وتطهيرها من الأخلاق السيئة، فلا يهتم بتقويمها وتوجيهها إلى الخير.

أسباب الغفلة:

ومن أسباب الغفلة:

– قسوة القلب: وهي من أعظم أسباب الغفلة، فالقلب القاسي لا يتأثر بالمواعظ والنصائح، ولا يخاف من وعيد الله تعالى، ولا يرجو ثوابه.

– الشهوات: وهي من أهم أسباب الغفلة، فالمشتغل بالشهوات الدنيوية ينسى الله تعالى ويلهو عن ذكره، ولا يهتم إلا بإشباع رغباته ولذاته.

– حب الدنيا: ومن أعظم أسباب الغفلة حب الدنيا، فالمحب للدنيا ينشغل بها عن ذكر الله تعالى، ويلهو عن عبادته، ولا يهتم إلا بتحصيل متاعها وزينتها.

– البطالة: ومن أسباب الغفلة البطالة، فالبطال الذي لا يشغل وقته بعمل مفيد، ولا يحرص على تعلّم العلم النافع، يكون عرضة للغفلة والضياع.

مظاهر الغفلة:

ومن مظاهر الغفلة:

– الإعراض عن ذكر الله تعالى: ومن مظاهر الغفلة الإعراض عن ذكر الله تعالى، فالمغفل لا يذكر الله تعالى إلا قليلاً، ولا يهتم بتلاوة القرآن الكريم، ولا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بالدعاء والذكر.

– ارتكاب المعاصي والذنوب: ومن مظاهر الغفلة ارتكاب المعاصي والذنوب، فالمغفل لا يبالي بما يفعل، ولا يخاف من عقاب الله تعالى، ولا يرجو ثوابه.

– التهاون في أداء العبادات: ومن مظاهر الغفلة التهاون في أداء العبادات، فالمغفل لا يهتم بأداء العبادات على وجهها الصحيح، ولا يحافظ على أوقاتها.

– الانشغال بالدنيا عن الآخرة: ومن مظاهر الغفلة الانشغال بالدنيا عن الآخرة، فالمغفل لا يهتم إلا بالدنيا ومتاعها وزينتها، ولا يفكر في الآخرة وما أعد الله تعالى فيها لعباده من ثواب وعقاب.

علاج الغفلة:

ومن طرق علاج الغفلة:

– تذكر الموت: ومن أفضل طرق علاج الغفلة تذكر الموت، فالموت هو الذي يوقظ القلوب النائمة، ويذكر الإنسان بالآخرة وما أعد الله تعالى فيها لعباده من ثواب وعقاب.

– مراقبة الله تعالى: ومن طرق علاج الغفلة مراقبة الله تعالى، فالمراقبة لله تعالى تحفظ الإنسان من الغفلة، وتجعله حريصًا على أداء العبادات والطاعات.

– محاسبة النفس: ومن طرق علاج الغفلة محاسبة النفس، فالمحاسبة تساعد الإنسان على معرفة عيوبه وأخطائه، وتدفعه إلى إصلاحها وتقويمها.

– مجالسة الصالحين: ومن طرق علاج الغفلة مجالسة الصالحين، فمجالسة الصالحين تذكر الإنسان بالله تعالى، وتنير بصيرته، وتقوي عزيمته على فعل الخير وترك المنكر.

خطورة الغفلة:

والغفلة من أخطر الأمراض القلبية، فهي سبب رئيسي لكثير من الذنوب والمعاصي، ولذلك حذرنا الله تعالى منها في كتابه العزيز وفي سنة نبيه الكريم، كما حذرنا منها السلف الصالح، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن القلب ليعمى كما تعمى البصر، وإن دواءه كثرة ذكر الله عز وجل”.

الخلاصة:

والغفلة مرض قلبي خطير، فهي عمى البصيرة وسكون القلب عن ذكر الله تعالى، وهي سبب رئيسي لكثير من الذنوب والمعاصي، ولذلك حذرنا الله تعالى منها في كتابه العزيز وفي سنة نبيه الكريم، كما حذرنا منها السلف الصالح. ويجب على المسلم أن يتجنب أسباب الغفلة ويتمسك بأسباب العلاج منها، حتى ينجو من شرها ويحظى برضا الله تعالى.

أضف تعليق