خطبة عن الغفلة مكتوبة

خطبة عن الغفلة مكتوبة

خطبة عن الغفلة مكتوبة

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من أكبر البلايا التي تصيب المرء في حياته هي الغفلة، وهي ضد الذكر، والغافل هو الذي لا يتذكر الله تعالى ولا يفكر في الآخرة، ولا يهتم إلا بالدنيا ومتاعها الفاني.

وخطبة اليوم عن الغفلة، سنسلط الضوء على مفهوم الغفلة وأنواعها وأسبابها وعواقبها، وكيفية التخلص منها، والوصول إلى اليقظة والانتباه.

أولًا: مفهوم الغفلة:

الغفلة لغةً: هي عدم الانتباه، وهي عكس اليقظة.

أما شرعًا: فهي الانشغال بالدنيا ومتاعها عن ذكر الله تعالى والدار الآخرة.

وقال بعض العلماء: الغفلة ذهاب القلب مع السهو عن ذكر الله تعالى.

ثانيًا: أنواع الغفلة:

تنقسم الغفلة إلى نوعين رئيسيين:

1. الغفلة عن الله تعالى وعن الآخرة: وهذا هو أخطر أنواع الغفلة، وهو الذي يوقع المرء في المعاصي والذنوب، ويصرفه عن ذكر الله تعالى وعن الاستعداد للدار الآخرة.

2. الغفلة عن النفس والحقائق الإلهية: وهذا النوع من الغفلة يجعل المرء لا يعرف نفسه ولا يعرف ربه ولا يعرف حقيقة وجوده في هذه الحياة.

ثالثًا: أسباب الغفلة:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الغفلة، ومن أهمها:

1. حب الدنيا ومتاعها: حب الدنيا ومتاعها هو أحد أكبر أسباب الغفلة، فالمرء عندما ينشغل بالدنيا ومتاعها ينسى الآخرة وينسى ذكر الله تعالى.

2. كثرة الذنوب والمعاصي: كثرة الذنوب والمعاصي تقسي القلب وتجعله غافلاً عن ذكر الله تعالى.

3. صحبة الأشرار: صحبة الأشرار من أسباب الغفلة أيضًا، فالأشرار يغفلون عن ذكر الله تعالى وينشغلون بالدنيا ومتاعها، فمن صاحبهم غفل عن ذكر الله تعالى.

رابعًا: عواقب الغفلة:

الغفلة لها عواقب وخيمة على المرء في الدنيا والآخرة، ومن أهم عواقبها:

1. قسوة القلب: الغفلة تقسي القلب وتجعله غافلاً عن ذكر الله تعالى، وهذا من أخطر عواقب الغفلة، فالقلب القاسي لا ينتفع بالنصائح ولا المواعظ.

2. العمى عن الحق: الغفلة تجعل المرء أعمى عن الحق، فلا يرى الحق ولا يعرفه، وهذا من أخطر عواقب الغفلة أيضًا، فالعمى عن الحق يوقع المرء في الضلال والهلاك.

3. سوء الخاتمة: الغفلة تؤدي إلى سوء الخاتمة، فالمرء الذي يغفل عن ذكر الله تعالى وعن الآخرة لا يمكن أن تكون خاتمته حسنة.

خامسًا: كيفية التخلص من الغفلة:

هناك العديد من الطرق التي تساعد على التخلص من الغفلة، ومن أهمها:

1. ذكر الله تعالى: ذكر الله تعالى هو أفضل طريقة للتخلص من الغفلة، فذكر الله تعالى يوقظ القلب وينير البصيرة، ويصرف المرء عن الدنيا ومتاعها، ويجعله متذكرًا للآخرة.

2. تلاوة القرآن الكريم: تلاوة القرآن الكريم من أفضل الطرق للتخلص من الغفلة أيضًا، ففي القرآن الكريم شفاء للصدور، وتذكير للنفوس.

3. مجالسة الصالحين: مجالسة الصالحين من أفضل الطرق للتخلص من الغفلة أيضًا، فالصالحون يذكرون الله تعالى وينصحون بعضهم البعض، ويصرفون بعضهم البعض عن الدنيا ومتاعها.

سادسًا: فضل اليقظة والانتباه:

اليقظة والانتباه من أفضل الصفات التي يجب أن يتحلى بها المرء، فاليقظة والانتباه تحفظه من الغفلة، وتجعله متذكرًا لله تعالى ومتأهباً للآخرة.

ومن فضائل اليقظة والانتباه:

1. الوقاية من الذنوب والمعاصي: اليقظة والانتباه تقي المرء من الوقوع في الذنوب والمعاصي، فالمرء الذي يكون يقظًا ومتنبهاً لا يمكن أن يقع في المعصية.

2. حسن الخاتمة: اليقظة والانتباه تؤدي إلى حسن الخاتمة، فالمرء الذي يكون يقظًا ومتنبهاً يكون مستعدًا للموت، وعندما يحضر الموت يكون في حال طيبة.

3. الفوز برضا الله تعالى: اليقظة والانتباه تؤدي إلى الفوز برضا الله تعالى، فالمرء الذي يكون يقظًا ومتنبهاً يكون مطيعًا لله تعالى، والطاعة لله تعالى تؤدي إلى رضاه سبحانه وتعالى.

سابعًا: الخاتمة:

في النهاية، فإن الغفلة من أخطر البلايا التي تصيب المرء في حياته، وهي تؤدي إلى عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة.

ولذلك، يجب على المرء أن يتخلص من الغفلة وأن يسعى إلى اليقظة والانتباه، وذلك من خلال ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم ومجالسة الصالحين.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا إلى اليقظة والانتباه، وأن ينجينا من الغفلة وسوء الخاتمة.

والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق