حديث عن ستر الفضيحة

حديث عن ستر الفضيحة

العنوان: حديث عن ستر الفضيحة: حماية الكرامة وصون الشرف

المقدمة:

ستر الفضيحة من الأمور العظيمة التي حث عليها الإسلام وحثت عليها التعاليم الأخلاقية الحميدة، فالمسلم مطالب دائمًا بأن يستر على من وقع في الخطأ أو المعصية وأن يحاول إخفاء فضيحته قدر الإمكان، وذلك لأن ستر الفضيحة من أهم أصول التكافل الاجتماعي والحفاظ على تماسك المجتمع، كما أنه من أهم ركائز حفظ الكرامة وصون الشرف، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن ستر الفضيحة من جوانب مختلفة.

أولاً: أهمية ستر الفضيحة:

1. حفظ الكرامة وصون الشرف: ستر الفضيحة يحفظ كرامة الفرد ويصون شرفه، فالفضيحة يمكن أن تؤدي إلى تدمير حياة الشخص اجتماعيًا ونفسيًا، وقد تؤدي إلى نبذه من المجتمع الأمر الذي يجعله غير قادر على مواصلة حياته بشكل طبيعي.

2. حماية العلاقات الاجتماعية: ستر الفضيحة يحمي العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، ففضيحة أحد الأفراد قد تؤثر سلبًا على علاقاته مع الآخرين، وقد تؤدي إلى القطيعة التامة بينه وبينهم، الأمر الذي يضر بالمجتمع ككل.

3. منع انتشار الفساد: ستر الفضيحة يمنع انتشار الفساد في المجتمع، فالفضيحة قد تكون بمثابة نموذج سيء يُحتذى به، وقد تؤدي إلى انتشار الفساد الأخلاقي في المجتمع، الأمر الذي يهدد استقرار المجتمع وتماسكه.

ثانيًا: أسباب ستر الفضيحة:

1. الرحمة والإنسانية: ستر الفضيحة ينبع من الرحمة والإنسانية، فالمرء عندما يستر على فضيحة غيره، فإنه يتخيل نفسه في نفس الموقف ويرحم حاله، كما أنه يتخيل الألم النفسي الذي سيتعرض له الشخص إذا انكشفت فضيحته.

2. التكافل الاجتماعي: ستر الفضيحة هو أحد مظاهر التكافل الاجتماعي والتضامن بين أفراد المجتمع، فالمسلم مطالب بأن يكون سندًا لأخيه المسلم وأن يساعده على تجاوز محنته، وأن يسانده في أوقاته الصعبة.

3. حفظ العرض والشرف: ستر الفضيحة يحفظ العرض والشرف، فالفضيحة قد تؤدي إلى تلطيخ سمعة الفرد وعائلته، الأمر الذي يجعله غير قادر على مواجهة الناس بشكل طبيعي.

ثالثًا: صور ستر الفضيحة:

1. عدم نشر الفضيحة: عدم نشر الفضيحة من أهم صور سترها، فلا يجوز لأي شخص أن ينشر فضيحة شخص آخر أو أن يتكلم عنها بشكل علني، حتى لو كان يعرفها، لأن ذلك يعتبر من الغيبة والنميمة المحرمة شرعًا.

2. عدم إفشاء السر: عدم إفشاء السر من صور ستر الفضيحة أيضًا، فإذا علم شخص ما بفضيحة شخص آخر، فلا يجوز له أن يفشي سره أو أن يتكلم عنه مع الآخرين، لأنه بذلك يسيء إلى سمعة ذلك الشخص ويكشف عورته.

3. الستر على المخطئ: الستر على المخطئ من أهم صور ستر الفضيحة، فإذا وقع شخص ما في خطأ أو معصية، فلا يجوز لأحد أن يعاقبه أو يؤنبه بشكل علني، بل يجب عليه أن يستر عليه ويستر زلته، حتى يتسنى له العودة إلى الطريق الصحيح.

رابعًا: فضل ستر الفضيحة:

1. محبة الله ورسوله: إن ستر الفضيحة من الأمور التي يحبها الله ورسوله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”، كما قال: “المستترون بالذنوب المغفور لهم”.

2. الأجر العظيم: لمن ستر الفضيحة أجر عظيم عند الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ستر عورة أخيه المسلم، ستر الله عورته يوم القيامة”.

3. كسب محبة الناس: إن ستر الفضيحة يكسِب صاحبه محبة الناس وتقديرهم، فالمجتمع يحب من يستر على عيوبه وفضائحه، ويكره من ينشرها ويفضِّح بها.

خامسًا: آداب ستر الفضيحة:

1. الستر بالرفق واللين: يجب أن يتم الستر على الفضيحة بالرفق واللين وعدم القسوة أو العنف، حتى لا ينفر الشخص المخطئ ويرفض الاستجابة للستر عليه.

2. الستر بالحكمة والموعظة الحسنة: يجب أن يتم الستر على الفضيحة بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى يتسنى للشخص المخطئ أن يدرك خطأه ويعود إلى الطريق الصحيح.

3. الستر بالسرية التامة: يجب أن يتم الستر على الفضيحة بشكل سري تمامًا، ولا يجوز لأحد أن ينشرها أو يتكلم عنها مع الآخرين، حتى لا يطلع عليها من لا يعنيه الأمر.

سادسًا: موقف الإسلام من ستر الفضيحة:

1. حث الإسلام على ستر الفضيحة: حث الإسلام على ستر الفضيحة وجعله من الأمور العظيمة التي يحبها الله ورسوله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”.

2. تحريم فضح الناس: حرَّم الإسلام فضح الناس ونشر فضائحهم، واعتبر ذلك من كبائر الذنوب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من ستر عورة أخيه المسلم، ستر الله عورته يوم القيامة، ومن فضح مسلمًا فضحه الله في الدنيا والآخرة”.

3. تشجيع التوبة والإصلاح: شجع الإسلام على التوبة والإصلاح لمن وقع في الخطأ أو المعصية، واعتبر أن ذلك هو أفضل وسيلة لستر الفضيحة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.

سابعًا: حكم ستر الفضيحة:

1. ستر الفضيحة واجب: ستر الفضيحة واجب على كل مسلم، إذا علم بفضيحة شخص آخر، فلا يجوز له أن ينشرها أو يتكلم عنها مع الآخرين، لأن ذلك يعتبر من الغيبة والنميمة المحرمة شرعًا.

2. ستر الفضيحة مندوب: ستر الفضيحة من الأمور المستحبة والمندوبة شرعًا، فإذا علم شخص ما بفضيحة شخص آخر، فإنه يستحب له أن يستر عليه ويستر زلته، حتى يتسنى له العودة إلى الطريق الصحيح.

3. ستر الفضيحة مكروه: ستر الفضيحة مكروه إذا كان ذلك سيؤدي إلى ضرر كبير على الفرد أو على المجتمع، كما لو علم شخص ما بفضيحة شخص آخر قد تؤدي إلى ضرر كبير عليه أو على أهله أو على المجتمع، فإنه لا يجوز له أن يستر عليه بل يجب عليه أن يبلغ الجهات المختصة بذلك.

الخاتمة:

ستر الفضيحة من الأمور العظيمة التي حث عليها الإسلام وحثت عليها التعاليم الأخلاقية الحميدة، فالمسلم مطالب دائمًا بأن يستر على من وقع في الخطأ أو المعصية وأن يحاول إخفاء فضيحته قدر الإمكان، وذلك لأن ستر الفضيحة من أهم أصول التكافل الاجتماعي والحفاظ على تماسك المجتمع، كما أنه من أهم ركائز حفظ الكرامة وصون الشرف، وفي هذا المقال تناولنا الحديث عن ستر الفضيحة من جوانب مختلفة، وبيَّنا أهمية ستر الفضيحة وأسبابها وصورها وفضلها وآدابها وموقف الإسلام منها وحكمها.

أضف تعليق