خطبة عن الستر وفضله
المقدمة:
الحمد لله الذي ستر علينا عيوبنا، وأخفى عنا زلاتنا، والصلاة والسلام على نبيه محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة الستر، فالإنسان بطبعه يميل إلى الستر والتغطية، سواء كان ذلك ستر العيوب أو ستر عورات الجسد، وفي هذا دليل على أهمية الستر في حياة الإنسان.
فضل ستر المسلم على نفسه:
1. ستر العيوب:
ستر العيوب من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يراعيها، فالمسلم يجب أن يكون حريصًا على إخفاء عيوبه وزلاته عن الآخرين، سواء كانت عيوبًا خلقية أو عيوبًا معنوية.
ويكون ستر العيوب من خلال التستر باللباس الشرعي، والبعد عن كل ما يظهر العورات، وكذلك التحلي بالأخلاق الحميدة التي تحجب عيوب الإنسان وتزينه.
ومن ستر عيوب الناس ستر الله عيوبه يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة”.
2. حفظ الأسرار:
من ستر المسلم على نفسه حفظ أسراره، فالمسلم يجب أن يكون أمينًا على أسرار نفسه وأسرار الآخرين، ولا يجوز له أن يفشي الأسرار التي يعلمها.
ومن حفظ أسرار الناس حفظ الله سره في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حفظ سر أخيه المسلم حفظ الله سره في الدنيا والآخرة”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة).
3. الوقاية من الحسد:
ستر النعم من الأمور التي تحمي الإنسان من الحسد، فإذا أظهر المسلم نعمه للناس فقد يعرض نفسه للحسد، وقد يؤدي ذلك إلى زوال هذه النعم.
ومن ستر نعمه عن الناس حفظها الله له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”.
ومن فضل الستر أنه يحفظ الإنسان من الحسد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود”.
فضل ستر المسلم على أخيه المسلم:
1. ستر عيوب المسلم:
من فضل ستر المسلم على أخيه المسلم أن يستر عيوبه وزلاته، فلا يجوز له أن يفضحه أو يشهره بين الناس.
ويكون ستر عيوب المسلم من خلال عدم ذكره لعيوبه أمام الآخرين، وعدم التلميح إليها، وكذلك عدم السخرية منه أو من أهله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة”.
2. ستر أخطاء المسلم:
من فضل ستر المسلم على أخيه المسلم أن يستر أخطائه وزلاته، فلا يجوز له أن يفضحه أو يشهره بين الناس.
ويكون ستر أخطاء المسلم من خلال عدم ذكره لأخطائه أمام الآخرين، وعدم التلميح إليها، وكذلك عدم لومه أو مؤاخذته عليها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”.
3. الدفاع عن المسلم:
من فضل ستر المسلم على أخيه المسلم أن يدافع عنه ويحميه عند غيبته، فلا يجوز له أن يسمح لأحد بالتحدث عنه بسوء أو أن يضره بأي شكل من الأشكال.
ويكون الدفاع عن المسلم من خلال الرد على من يتحدث عنه بسوء، ودحض الشبهات التي تثار ضده، وكذلك مساعدته على دفع الضرر عنه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”.
الستر في الأسرة:
1. ستر الأسرار العائلية:
يجب على أفراد الأسرة ستر أسرارهم العائلية، فلا يجوز لهم أن يفشوها للآخرين، سواء كانت أسرارًا شخصية أو أسرارًا مالية أو أسرارًا اجتماعية.
ويكون ستر الأسرار العائلية من خلال عدم التحدث عنها أمام الغرباء، وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤون الأسرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل امرئ منكم راع، وهو مسؤول عن رعيته”.
2. ستر عيوب أفراد الأسرة:
يجب على أفراد الأسرة ستر عيوب بعضهم البعض، فلا يجوز لهم أن يفضحوا بعضهم البعض أو يشهرون بهم بين الناس.
ويكون ستر عيوب أفراد الأسرة من خلال عدم التحدث عن عيوبهم أمام الآخرين، وعدم التلميح إليها، وكذلك عدم السخرية منهم أو من أهلهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة”.
3. التعاون على ستر بعضهم البعض:
يجب على أفراد الأسرة التعاون على ستر بعضهم البعض، فإذا وقع أحد أفراد الأسرة في خطأ أو زلة، فيجب على الآخرين ستره وعدم فضحه.
ويكون التعاون على ستر بعضهم البعض من خلال عدم التحدث عن أخطاء أو زلات أفراد الأسرة أمام الغرباء، وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤون الأسرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه”.
الستر في المجتمع:
1. ستر عيوب المجتمع:
يجب على أفراد المجتمع ستر عيوب مجتمعهم، فلا يجوز لهم أن يفضحوا مجتمعهم أو يشهرون به بين الناس.
ويكون ستر عيوب المجتمع من خلال عدم التحدث عن عيوب المجتمع أمام الغرباء، وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤون المجتمع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل امرئ منكم راع، وهو مسؤول عن رعيته”.
2. ستر أخطاء أفراد المجتمع:
يجب على أفراد المجتمع ستر أخطاء أفراد مجتمعهم، فلا يجوز لهم أن يفضحوا أفراد مجتمعهم أو يشهرون بهم بين الناس.
ويكون ستر أخطاء أفراد المجتمع من خلال عدم التحدث عن أخطاء أفراد المجتمع أمام الغرباء، وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤون أفراد المجتمع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”.
3. التعاون على ستر بعضهم البعض:
يجب على أفراد المجتمع التعاون على ستر بعضهم البعض، فإذا وقع أحد أفراد المجتمع في خطأ أو زلة، فيجب على الآخرين ستره وعدم فضحه.
ويكون التعاون على ستر بعضهم البعض من خلال عدم التحدث عن أخطاء أو زلات أفراد المجتمع أمام الغرباء، وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤون المجتمع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه”.
الخاتمة:
وختامًا، فإن الستر من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، وهو من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فالمسلم يجب أن يكون حريصًا على ستر نفسه وعلى ستر أهله ومجتمعه، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الستر، فقال: “من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة”، فعلينا أن نتحلى بخلق الستر وأن نسعى إلى ستر عيوبنا وعيوب الآخرين، وأن ندعو الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة.
نسأل الله العلي القدير أن يرزقنا الستر في الدنيا والآخرة، وأن يهدينا سواء السبيل، إنه جواد كريم.