خطبة عن الرضا بالقضاء والقدر

خطبة عن الرضا بالقضاء والقدر

الخطبة:

الرضا بالقضاء والقدر

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن من أعظم ما ينعم الله به على عبده أن يرضيه بقضائه وقدره، وأن يجعله قانعًا بما قسم له، راضيًا بما آتاه، مستسلمًا لأمره.

1. معنى الرضا بالقضاء والقدر:

الرضا بالقضاء والقدر هو القبول والتسليم بما قدره الله لعبده، والاعتقاد الجازم بأن كل ما يقع في هذا الكون إنما هو بحكمته وإرادته، وأن ما يصيب الإنسان من خير أو شر فهو بمشيئة الله وقضائه.

2. أنواع القضاء والقدر:

ينقسم القضاء والقدر إلى قسمين:

أ. القضاء: وهو ما حتمه الله تعالى على عباده، وهو لا يتغير ولا يتبدل، مثل الموت والرزق والأجل.

ب. القدر: وهو ما خوله الله تعالى لعباده، ويمكن أن يتغير ويتبدل باجتهادهم وسعيهم، مثل الصحة والمرض والغنى والفقر.

3. دلائل وجود القضاء والقدر:

هناك العديد من الأدلة التي تثبت وجود القضاء والقدر، منها:

أ. الأدلة العقلية: ومنها أن الله تعالى حكيم عليم، ولا يليق بحكمته أن يترك الكون سدى دون أن يضبطه بنظام محكم.

ب. الأدلة النقلية: ومنها قوله تعالى: “كل شيء عنده بمقدار” (الرعد: 8)، وقوله تعالى: “وما أصابك من سيئة فمن نفسك” (النساء: 79).

4. الحكمة من القضاء والقدر:

القضاء والقدر فيهما حكمة عظيمة، منها:

أ. ابتلاء العباد: ليميز الله تعالى الخبيث من الطيب، ويظهر الصابرين والصادقين.

ب. اختبار العباد: ليمتحن الله تعالى صبر عباده وتوكلهم عليه، ومدى إيمانهم ورضاهم بقضائه وقدره.

ج. إثابة العباد: ليجزي الله تعالى عباده على صبرهم وتسليمهم لأمره، ورضاهم بقضائه وقدره.

5. أثر الرضا بالقضاء والقدر على حياة الإنسان:

للرضا بالقضاء والقدر أثر كبير على حياة الإنسان، منها:

أ. السعادة والطمأنينة: لأن الراضي بقضاء الله وقدره لا يتحسر على ما فاته، ولا يتألم لما أصابه، بل يعيش في سعادة وراحة بال.

ب. الصبر والتحمل: لأن الراضي بقضاء الله وقدره يكون صبورًا على المصائب والشدائد، ويتحملها بصبر وثبات.

ج. التوكل على الله: لأن الراضي بقضاء الله وقدره يعتمد على الله تعالى في كل أموره، ويتوكل عليه في جلب النفع ودفع الضر.

6. كيف نرضى بقضاء الله وقدره؟

هناك العديد من الأمور التي تساعدنا على الرضا بقضاء الله وقدره، منها:

أ. معرفة الله تعالى: فكلما عرفنا الله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى، كلما زاد إيماننا به ورضانا بقضائه وقدره.

ب. معرفة حكمة الله تعالى في أقداره: فكلما عرفنا أن الله تعالى حكيم في أفعاله، وأن كل ما يقدره لنا فيه مصلحة لنا، كلما زاد رضانا بقضائه وقدره.

ج. التوكل على الله تعالى: فكلما توكلنا على الله تعالى في كل أمورنا، كلما زاد إيماننا به ورضانا بقضائه وقدره.

7. دعاء الرضا بالقضاء والقدر:

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء: “اللهم رضني بقضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أريد بالعافية بلاءً، ولا بالشدة رخاءً”.

الخاتمة:

الرضا بالقضاء والقدر من أعظم نعم الله تعالى على عباده، وهو سبب للسعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة. نسأل الله تعالى أن يرضينا بقضائه وقدره، وأن يجعلنا من الصابرين الصادقين.

أضف تعليق