حكم إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها

حكم إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها

مقدمة:

الزكاة أحد أركان الإسلام، وهي عبادة مالية يؤديها المسلمون على أموالهم من أجل تطهيرها وزيادتها وبركة الله فيها، وهي حق للمحتاجين والفقراء في المجتمع الإسلامي. ويلتزم المسلم بدفع الزكاة إذا توافرت لديه شروط إخراجها، وهي أن يمتلك مالاً زكويًّا بلغ نصابًا معلومًا وحول عليه الحول (مر عليه عام كامل).

أسباب إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها:

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع المسلم لإخراج زكاته في غير البلد المقيم فيها، منها:

الإقامة المؤقتة: قد يقيم المسلم في بلد ما بشكل مؤقت للعمل أو الدراسة أو غير ذلك، وفي هذه الحالة قد يرغب في إخراج زكاته في بلده الأصلي حيث يقيم أهله ومحتاجوه.

توزيع الزكاة على أقربائه: قد يكون للمسلم أقارب فقراء ومحتاجين في بلده الأصلي،ويرغب في إخراج زكاته إليهم مباشرة دون وسيط.

تقديم المساعدة للمحتاجين في بلده: قد يرى المسلم أن بلده الأصلي في حاجة ماسة إلى المساعدة، ويرغب في إخراج زكاته إليها من أجل المساهمة في تلبية هذه الحاجة.

أحكام إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها:

لقد اختلف الفقهاء في حكم إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، والصحيح أن المسلم يجوز له إخراج زكاته في غير البلد المقيم فيها إذا توافرت الشروط الآتية:

أن يصل الزكاة إلى مستحقيها: يجب أن يتأكد المسلم من أن الزكاة ستصل إلى مستحقيها فعلاً، وأنها لن تضيع أو تذهب إلى جهات غير مشروعة.

أن يكون إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها أفضل: يجب أن يرى المسلم أن إخراج زكاته في غير البلد المقيم فيها أفضل من إخراجها في البلد المقيم فيها، وذلك من حيث حاجة المحتاجين وتمكينهم من الاستفادة منها.

أن لا يترتب على إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها أية أضرار: يجب أن يتأكد المسلم من أن إخراج زكاته في غير البلد المقيم فيها لن يترتب عليه أية أضرار، كأن يؤدي إلى حرمان المحتاجين في البلد المقيم فيها من الزكاة أو يعرضه للمسائلة القانونية.

كيفية إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها:

إذا أراد المسلم إخراج زكاته في غير البلد المقيم فيها، فعليه أن يتبع الخطوات التالية:

التأكد من توافر شروط إخراج الزكاة: يجب أن يتأكد المسلم أولاً من توافر شروط إخراج الزكاة، وهي أن يمتلك مالاً زكويًّا بلغ نصابًا معلومًا وحول عليه الحول (مر عليه عام كامل).

اختيار جهة موثوقة لإخراج الزكاة إليها: يجب أن يختار المسلم جهة موثوقة لإخراج زكاته إليها، مثل جمعية خيرية أو مؤسسة إسلامية معتمدة أو فرد ثقة معروف بأمانته وصدقه.

التواصل مع الجهة المختارة وإبلاغها بنيته إخراج الزكاة إليها: يجب أن يتصل المسلم بالجهة المختارة لإخراج زكاته إليها ويبلغها بنيته ذلك، ويحدد لها المبلغ الذي يريد إخراجه والجهة التي يريد أن يستفيد منه.

تحويل الزكاة إلى الجهة المختارة: يجب أن يحول المسلم الزكاة إلى الجهة المختارة بطريقة آمنة وموثقة، مثل التحويل البنكي أو الحوالة المالية أو الدفع النقدي المباشر.

الآثار الإيجابية لإخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها:

هناك العديد من الآثار الإيجابية لإخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها، منها:

توزيع الزكاة على المحتاجين في جميع أنحاء العالم: يساعد إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها على توزيع الزكاة على المحتاجين في جميع أنحاء العالم، وبالتالي المساهمة في تخفيف معاناتهم وإعانتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

تعزيز التضامن والتكافل بين المسلمين: يساعد إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها على تعزيز التضامن والتكافل بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال مساعدة المحتاجين وتقديم الدعم لهم.

نشره فكرة الزكاة والأهداف النبيلة التي تقوم عليها: يساعد إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها على نشر فكرة الزكاة والأهداف النبيلة التي تقوم عليها، والتي تتمثل في تطهير النفس والمال وزيادة البركة فيهما، ونشر العدل والمساواة في المجتمع.

الآثار السلبية لإخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها:

هناك بعض الآثار السلبية لإخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها، منها:

صعوبة التأكد من وصول الزكاة إلى مستحقيها: قد يكون من الصعب على المسلم التأكد من وصول زكاته إلى مستحقيها إذا أخرجها في غير البلد المقيم فيها، وذلك بسبب عدم معرفته بالجهات الخيرية والمؤسسات الإسلامية الموثوقة في ذلك البلد.

حرمان المحتاجين في البلد المقيم فيها من الزكاة: قد يؤدي إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها إلى حرمان المحتاجين في البلد المقيم فيها من الزكاة، وذلك بسبب نقص الأموال المخصصة للزكاة في ذلك البلد.

تعرض المسلم للمسائلة القانونية: قد يتعرض المسلم للمسائلة القانونية إذا أخرج زكاته في غير البلد المقيم فيها، وذلك بسبب عدم معرفته بالقوانين واللوائح المتعلقة بإخراج الزكاة في ذلك البلد.

الخلاصة:

يجوز للمسلم إخراج زكاته في غير البلد المقيم فيها إذا توافرت الشروط الآتية: أن يصل الزكاة إلى مستحقيها، وأن يكون إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها أفضل، وأن لا يترتب على إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها أية أضرار. وهناك العديد من الآثار الإيجابية لإخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها، منها توزيع الزكاة على المحتاجين في جميع أنحاء العالم وتعزيز التضامن والتكافل بين المسلمين ونشر فكرة الزكاة والأهداف النبيلة التي تقوم عليها. كما أن هناك بعض الآثار السلبية لإخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها، منها صعوبة التأكد من وصول الزكاة إلى مستحقيها وحرمان المحتاجين في البلد المقيم فيها من الزكاة وتع

أضف تعليق