المقدمة
زكاة الفطر هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل حر مستطيع، وهي تُخرج عن كل نفس من المسلمين ذكراً وأنثى، صغيراً وكبيراً، حراً وعبداً.
حكم إخراج زكاة الفطر نقداً
اختلف الفقهاء في حكم إخراج زكاة الفطر نقداً، فذهب بعضهم إلى جواز ذلك، وذهب آخرون إلى عدم جوازه، والصحيح هو القول بجواز إخراج زكاة الفطر نقداً، وذلك للأدلة التالية:
أولاً: الأدلة من السنة النبوية
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يفيد جواز إخراج زكاة الفطر نقداً، ومن ذلك:
ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أدوا زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو نصف صاع من قمح، أو نصف صاع من زبيب”.
ما رواه أبو داود والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “زكاة الفطر صاع من طعام، أو صاع من تمر، أو صاع من شعير، أو صاع من زبيب”.
ثانياً: الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين
أجمع الصحابة والتابعون على جواز إخراج زكاة الفطر نقداً، ومن ذلك:
ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه حين كان عاملاً له على البصرة أن “خذ من كل إنسان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو نصف صاع من قمح، أو نصف صاع من زبيب، فمن جاءك بشيء من ذلك فخذه، ومن جاءك بغيره فلا تأخذ منه شيئاً”.
ما رواه البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “زكاة الفطر صاع من بر أو صاع من شعير، أو صاع من تمر، أو صاع من زبيب، أو قيمته”.
ثالثاً: الأدلة من العقل
يستدل على جواز إخراج زكاة الفطر نقداً بما يلي:
زكاة الفطر هي صدقة واجبة، والصدقة جائزة أن تكون نقداً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تصدقوا ولو بكف تمر”.
إخراج زكاة الفطر نقداً أيسر على المكلفين، وأكثر نفعاً للفقراء والمساكين، لأنهم يمكنهم شراء ما يحتاجون إليه من الطعام وغيره.
رابعاً: الأدلة من المصلحة
ويستدل على جواز إخراج زكاة الفطر نقداً أيضاً بما يلي:
إخراج زكاة الفطر نقداً يحقق مصلحة الفقراء والمساكين، لأنه يمكنهم شراء ما يحتاجون إليه من الطعام وغيره.
إخراج زكاة الفطر نقداً يحقق مصلحة المكلفين، لأنه أيسر عليهم وأقل تكلفة.
خامساً: الأدلة من عدم وجود نص صريح يمنع من ذلك
لم يرد في السنة النبوية أي نص صريح يمنع من إخراج زكاة الفطر نقداً، وهذا يدل على جوازه.
سادساً: الأدلة من فتاوى الفقهاء
أفتى جمهور الفقهاء بجواز إخراج زكاة الفطر نقداً، ومن ذلك:
المالكية: أفتوا بجواز إخراج زكاة الفطر نقداً، وقالوا إنه يجوز إخراج قيمتها من النقود، بشرط أن تكون قيمتها مساوية أو أكثر من قيمة الطعام المطلوب إخراجه.
الشافعية: أفتوا بجواز إخراج زكاة الفطر نقداً، وقالوا إنه يجوز إخراج قيمتها من النقود، بشرط أن تكون قيمتها مساوية أو أكثر من قيمة الطعام المطلوب إخراجه.
الحنفية: أفتوا بجواز إخراج زكاة الفطر نقداً، وقالوا إنه يجوز إخراج قيمتها من النقود، بشرط أن تكون قيمتها مساوية أو أكثر من قيمة الطعام المطلوب إخراجه.
الحنابلة: أفتوا بجواز إخراج زكاة الفطر نقداً، وقالوا إنه يجوز إخراج قيمتها من النقود، بشرط أن تكون قيمتها مساوية أو أكثر من قيمة الطعام المطلوب إخراجه.
سابعاً: الأدلة من الواقع المعاصر
في الواقع المعاصر، أصبح إخراج زكاة الفطر نقداً أمراً شائعاً ومتداولاً بين المسلمين، وذلك بسبب تغير الظروف المعيشية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانتشار الفقر والمسكنة بين الناس.
الخلاصة
يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً، وذلك للأدلة المتقدمة، ولأن ذلك أيسر على المكلفين وأكثر نفعاً للفقراء والمساكين.