حكم زكاة الفطر نقدا

حكم زكاة الفطر نقدا

مقدمة

زكاة الفطر هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل حر، وتُخرج في آخر شهر رمضان المبارك قبل صلاة العيد، وهي صدقة تُدفع للفقراء والمساكين. وقد كان دفع زكاة الفطر نقدًا من الأمور التي اختلف فيها الفقهاء، فهناك من أجاز ذلك وهناك من منعه، وفي هذا المقال سوف نتعرف على حكم زكاة الفطر نقدًا بالتفصيل.

حكم زكاة الفطر نقدًا

اختلف الفقهاء في حكم زكاة الفطر نقدًا، فذهب بعضهم إلى أنها جائزة، وذهب آخرون إلى أنها غير جائزة، وذكر كل فريق أدلته على رأيه.

أولاً: القول بجواز زكاة الفطر نقدًا

استدل القائلون بجواز زكاة الفطر نقدًا بالأدلة التالية:

لم يرد في السنة النبوية ما يدل على منع زكاة الفطر نقدًا.

الأصل في الأشياء الإباحة، وزكاة الفطر من العبادات، والعبادات مبنية على التيسير لا على التضييق.

دفع زكاة الفطر نقدًا أيسر على الناس، حيث يمكنهم إخراجها بسهولة دون الحاجة إلى البحث عن ع品 معين.

ثانيًا: القول بعدم جواز زكاة الفطر نقدًا

استدل القائلون بعدم جواز زكاة الفطر نقدًا بالأدلة التالية:

ورد في السنة النبوية ما يدل على أن زكاة الفطر تُخرج من الطعام، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو نصف صاع من بر، على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين”.

إخراج زكاة الفطر من الطعام أبلغ في تحقيق مقاصدها، وهي إطعام الفقراء والمساكين.

دفع زكاة الفطر نقدًا قد يؤدي إلى غبن الفقراء والمساكين، حيث قد لا يحصلون على القيمة العادلة للطعام الذي كان مفروضًا عليهم.

الترجيح

الراجح في المسألة هو القول بعدم جواز زكاة الفطر نقدًا، وذلك للأدلة الواردة في السنة النبوية التي تدل على أن زكاة الفطر تُخرج من الطعام، ولأن إخراج زكاة الفطر من الطعام أبلغ في تحقيق مقاصدها.

شروط وجوب زكاة الفطر

يشترط لوجوب زكاة الفطر ما يلي:

الإسلام: يجب أن يكون المُخرج مسلمًا.

العقل: يجب أن يكون المُخرج عاقلًا.

الحرية: يجب أن يكون المُخرج حرًا.

البلوغ: يجب أن يكون المُخرج بالغًا.

الغنى: يجب أن يكون المُخرج غنيًا، بحيث يملك ما يزيد عن حاجته الأساسية وحاجة عياله.

مقدار زكاة الفطر

مقدار زكاة الفطر هو صاع واحد من الطعام، والصاع يساوي أربعة أمداد، والمد يزن 666 جرامًا. ويمكن إخراج زكاة الفطر من أي نوع من الطعام، ولكن يُستحب إخراجها من الطعام الذي يعده الناس قوتًا لهم، مثل القمح والشعير والذرة والبر والأرز والتمر والزبيب.

وقت إخراج زكاة الفطر

يُستحب إخراج زكاة الفطر في آخر شهر رمضان المبارك قبل صلاة العيد، ويمكن إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين. ويجوز تأخير إخراج زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد، ولكن يُكره ذلك.

مصارف زكاة الفطر

تُصرف زكاة الفطر على الفقراء والمساكين، وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال والطعام. ويُستحب إخراج زكاة الفطر إلى أقرب الفقراء والمساكين.

الحكمة من مشروعية زكاة الفطر

هناك العديد من الحكم التي شرعت من أجلها زكاة الفطر، ومن هذه الحكم:

إطعام الفقراء والمساكين.

تطهير النفس من الذنوب والخطايا.

زيادة البركة في الرزق.

توحيد المسلمين وإشعارهم بالتراحم والتكافل.

الخاتمة

زكاة الفطر هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل حر، وتُخرج في آخر شهر رمضان المبارك قبل صلاة العيد. وقد اختلف الفقهاء في حكم زكاة الفطر نقدًا، فذهب بعضهم إلى أنها جائزة، وذهب آخرون إلى أنها غير جائزة، والراجح في المسألة هو القول بعدم جواز زكاة الفطر نقدًا.

أضف تعليق