حكم الإفطار في صيام القضاء بعذر الحيض

حكم الإفطار في صيام القضاء بعذر الحيض

المقدمة:

صيام القضاء هو أحد الفرائض الأساسية في الإسلام، وهو فرض على كل مسلم قادر أداء أيام الصيام التي أفطرها في شهر رمضان لغير عذر، أو أفطرها بعذر لم يزُل بعدُ. وقد شرع صيام القضاء كفارة عن الإفطار في رمضان، ويتم صيام أيام القضاء في أي يوم من أيام السنة باستثناء أيام التشريق الثلاثة وأيام العيدين.

أولاً: حالات جواز الإفطار في صيام القضاء:

1- الحيض:

– يُعفى النساء من صيام القضاء أثناء فترة الحيض، وعليهن قضاء هذه الأيام بعد انتهاء الحيض.

– ويبدأ عذر الحيض من بداية نزول الدم، وينتهي بنقاء المرأة تمامًا منه.

– ولا يجوز للمرأة أن تصوم في هذه الفترة حتى لو كانت قادرة على ذلك، لأن الصيام أثناء الحيض يُعدّ مكروهًا شرعًا.

2- النفاس:

– تُعفى النساء من صيام القضاء أثناء فترة النفاس، وعليهن قضاء هذه الأيام بعد انتهاء النفاس.

– ويبدأ عذر النفاس من لحظة ولادة الطفل، وينتهي بنقاء المرأة تمامًا من الدم.

– ولا يجوز للمرأة أن تصوم في هذه الفترة حتى لو كانت قادرة على ذلك، لأن الصيام أثناء النفاس يُعدّ مكروهًا شرعًا.

3- المرض:

– يُعفي المرض الذي يمنع من الصيام المسلم من صيام القضاء، وعليه قضاء هذه الأيام بعد زوال المرض.

– ولا يشترط أن يكون المرض شديدًا، بل يكفي أن يكون المرض مانعًا من الصيام.

– ولا يجوز للمريض أن يصوم في هذه الفترة حتى لو كان قادرًا على ذلك، لأن الصيام أثناء المرض يُعدّ مكروهًا شرعًا.

ثانيًا: حكم الإفطار في صيام القضاء بعذر الحيض:

1- لا يجوز للمرأة أن تفطر في صيام القضاء بعذر الحيض إلا إذا كانت حائضًا فعلاً.

– فإذا كانت المرأة متأكدة من أنها حائض، فلا يجوز لها أن تصوم في هذا اليوم، وعليها قضائه بعد انتهاء الحيض.

– وإذا كانت المرأة غير متأكدة من أنها حائض، فعليها أن تصوم في هذا اليوم، ولا يجوز لها أن تفطر إلا إذا تيقنت من أنها حائض.

2- إذا أفطرت المرأة في صيام القضاء بعذر الحيض، فعليها قضاء هذا اليوم بعد انتهاء الحيض.

– ولا يجوز للمرأة أن تؤخر قضاء هذا اليوم إلى ما بعد رمضان التالي، لأن قضاء صيام القضاء واجب على الفور.

– وإذا لم تتمكن المرأة من قضاء هذا اليوم قبل رمضان التالي، فعليها أن تدفع فدية عن كل يوم أفطرته، والفدية هي إطعام مسكين عن كل يوم.

3- إذا كانت المرأة حائضًا في يوم صيام القضاء، ثم طهرت قبل غروب الشمس، فعليها أن تكمل صيام هذا اليوم.

– ولا يجوز للمرأة أن تفطر في هذا اليوم حتى لو طهرت قبل غروب الشمس، لأنها كانت حائضًا في بداية اليوم.

– وإذا أفطرت المرأة في هذا اليوم، فعليها قضاء هذا اليوم بعد انتهاء الحيض.

ثالثًا: آداب صيام القضاء:

1- أن ينوي المسلم صيام القضاء قبل طلوع الفجر.

– أن يكون صيام القضاء على نية قضاء ما فاته من صيام رمضان.

– أن يتجنب المسلم المفطرات أثناء صيام القضاء، مثل الأكل والشرب والجماع.

2- أن يتصدق المسلم على الفقراء والمساكين أثناء صيام القضاء.

– أن يقرأ المسلم القرآن الكريم ويصلي ويذكر الله تعالى أثناء صيام القضاء.

– أن يكثر المسلم من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أثناء صيام القضاء.

3- أن يتحلى المسلم بالصبر والاحتساب أثناء صيام القضاء.

– أن يتذكر المسلم أن صيام القضاء هو عبادة عظيمة لها ثواب كبير عند الله تعالى.

– أن يفرح المسلم بفرصة قضاء صيام رمضان، وأن يستفيد من هذه الفرصة للتوبة والرجوع إلى الله تعالى.

رابعًا: فضل صيام القضاء:

1- يكفر صيام القضاء عن ذنوب المسلم التي ارتكبها بعد رمضان.

– يرفع صيام القضاء درجات المسلم في الجنة.

– يمحو صيام القضاء سيئات المسلم.

2- يزيد صيام القضاء من حسنات المسلم.

– يبارك صيام القضاء في رزق المسلم.

– يشفع صيام القضاء للمسلم يوم القيامة.

3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن صام يَومًا في سبيلِ اللَّهِ، باعَدَ اللَّهُ بَينَهُ وبينَ النَّارِ سَبعينَ خريفًا”.

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، يَذهَبُ وَقْرَ الخطيئةِ”.

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن صامَ شهرًا تطوَّعًا، كان كمن صامَ دَهرًا”.

خامسًا: شروط صيام القضاء:

1- أن يكون الصائم مسلمًا.

– أن يكون الصائم عاقلًا.

– أن يكون الصائم بالغًا.

– أن يكون الصائم قادرًا على الصيام.

2- أن يكون صيام القضاء عن أيام رمضان التي أفطرها المسلم بغير عذر.

– أن ينوي المسلم صيام القضاء قبل طلوع الفجر.

– أن يتجنب المسلم المفطرات أثناء صيام القضاء، مثل الأكل والشرب والجماع.

3- أن يكون صيام القضاء على نية قضاء ما فاته من صيام رمضان.

– أن يكون صيام القضاء متتابعًا، فلا يجوز للمسلم أن يقضي يومًا أو يومين ثم يترك الصيام ثم يعود إليه.

– أن يكون صيام القضاء في أيام غير أيام التشريق الثلاثة وأيام العيدين.

سادسًا: من لا يجب عليه صيام القضاء:

1- الأطفال الذين لم يبلغوا سن التكليف.

– المجانين الذين لا يعقلون.

– المرضى الذين لا يستطيعون الصيام.

– المسافرون الذين لا يستطيعون الصيام.

2- الحوامل والمرضعات اللاتي يخشين على أنفسهن أو على أطفالهن من الصيام.

– النساء اللاتي يخشين على أنفسهن من الحمل أثناء الصيام.

– الرجال والنساء الذين أدوا العمرة المفردة أو الحج.

3- الأشخاص الذين أفطروا في رمضان بعذر شرعي، مثل المرض أو السفر أو الحيض أو النفاس.

– الأشخاص الذين أفطروا في رمضان بغير عذر شرعي، ولكنهم تابوا إلى الله تعالى وأقلعوا عن المعصية.

– الأشخاص الذين أفطروا في رمضان بغير عذر شرعي، ولكنهم لم يتوبوا إلى الله تعالى ولم أقلعوا عن المعصية.

سابعًا: الخاتمة:

صيام القضاء عبادة عظيمة لها ثواب كبير عند الله تعالى، وهو واجب على كل مسلم قادر أداء أيام الصيام التي أفطرها في شهر رمضان لغير عذر، أو أفطرها بعذر لم يزُل بعدُ. ويجوز للمرأة أن تفطر في صيام القضاء بعذر الحيض، وعليها قضاء هذا اليوم بعد انتهاء الحيض. ويجب على المرأة أن تتجنب المفطرات أثناء صيام القضاء، مثل الأكل والشرب والجماع، وأن تنوي صيام القضاء قبل طلوع الفجر.

أضف تعليق