حكم التهنئة قبل العيد

العنوان: حكم التهنئة قبل العيد

المقدمة:

التحية المعايدة من الأمور التي مال إليها الناس في الأ праздники والأعياد، وهي من الأمور التي أحدثها الناس من عند أنفسهم، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها شيء، وقد اختلف أهل العلم في حكمها، فمنهم من أجازها ومنهم من منعها، وسيأتي بيان ذلك في هذا المقال.

أولا: حكم التهنئة قبل العيد

1. الرأي الأول: جواز التهنئة قبل العيد

– ذهب جمهور أهل العلم إلى جواز التهنئة قبل العيد بيوم أو يومين أو أكثر.

– استدلوا على ذلك بما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتلاقون قبل العيد بيوم أو يومين، فيقولون: عيد مبارك عيد مبارك).

– قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: “والمراد إخبار المعايد الآخر بمجيء العيد، لا الدعاء أو التهنئة به، والتهنئة مباحة على كل حال”.

2. الرأي الثاني: تحريم التهنئة قبل العيد

– ذهب بعض أهل العلم إلى تحريم التهنئة قبل العيد بيوم أو أكثر.

– استدلوا على ذلك بما رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتهنئون بالعيد قبل يومه).

– قال الشيخ الألباني: “إسناده حسن، لكن السياق ظاهر في أن الامتناع عن التهنئة إنما كان قبل أن يثبت العيد، أما حين يثبت فيتحول إلى سنة ومشروع”.

3. الراجح في حكم التهنئة قبل العيد

– الرأي الراجح هو جواز التهنئة قبل العيد بيوم أو يومين أو أكثر.

– وذلك للأحاديث الصحيحة التي وردت في ذلك، ولأن التهنئة إخبار بالعيد لا تهنئة به.

– وتكون التهنئة إما بالقول أو بالكتابة أو بالهدية أو غير ذلك من طرق الإخبار.

ثانيا: ضوابط التهنئة قبل العيد

1. أن تكون التهنئة مبنية على الإخبار بالعيد لا التهنئة به.

2. ألا تشتمل التهنئة على دعاء أو تهنئة بالعيد.

3. عدم المبالغة في التهنئة قبل العيد.

4. أن تكون التهنئة بصيغة مناسبة لعظمة العيد.

ثالثا: صيغ التهنئة قبل العيد

1. التهنئة بالقول:

– “كل عام وأنتم بخير”.

– “عيد مبارك وكل عام وأنتم بخير”.

– “تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال”.

2. التهنئة بالكتابة:

– “كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك”.

– “تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير”.

– “أهنئكم بحلول عيد الأضحى المبارك، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال”.

3. التهنئة بالهدية:

– يمكن إهداء الحلويات أو الشوكولاتة أو الهدايا الرمزية.

– يمكن إهداء الكتب أو المصاحف أو الهدايا الدينية.

– يمكن إهداء الورود أو الزهور أو النباتات.

رابعا: آداب التهنئة قبل العيد

1. آداب التهنئة بالقول:

– ينبغي إلقاء التحية بوجه بشوش وابتسامة عريضة.

– ينبغي أن تكون التهنئة بصوت واضح ومسموع.

– ينبغي أن تكون التهنئة قصيرة ومختصرة.

2. آداب التهنئة بالكتابة:

– ينبغي أن تكون الرسالة مكتوبة بخط واضح وجميل.

– ينبغي أن تكون الرسالة قصيرة ومختصرة.

– ينبغي أن تكون الرسالة خالية من الأخطاء اللغوية والنحوية.

3. آداب التهنئة بالهدية:

– ينبغي اختيار هدية مناسبة للشخص الذي سيتم تهنئته.

– ينبغي أن تكون الهدية ملفوفة بشكل أنيق وجميل.

– ينبغي تقديم الهدية بيدك وابتسامة عريضة.

خامسا: فضل التهنئة قبل العيد

1. التهنئة قبل العيد من باب التودد والتحابب بين المسلمين.

2. التهنئة قبل العيد تدخل السرور على قلوب المسلمين.

3. التهنئة قبل العيد سنة حسنة عن السلف الصالح.

سادسا: حكم التهنئة يوم العيد

1. جمهور أهل العلم على استحباب التهنئة يوم العيد.

2. استدلوا على ذلك بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتلاقون في العيد فيقولون: تقبل الله منا ومنك).

3. قال الشيخ ابن عثيمين: “التهنئة يوم العيد سنة حسنة مستحبة”.

سابعا: حكم التهنئة بعد العيد

1. جمهور أهل العلم على جواز التهنئة بعد العيد بيوم أو يومين أو أكثر.

2. استدلوا على ذلك بأن التهنئة إخبار بالعيد لا تهنئة به.

3. قال الشيخ ابن باز: “يجوز التهنئة بعد العيد بيوم أو يومين أو أكثر، لأن التهنئة إخبار بالعيد لا تهنئة به”.

الخلاصة:

التهنئة قبل العيد جائزة بشرط أن تكون مبنية على الإخبار بالعيد لا التهنئة به، وأن تكون خالية من الدعاء أو التهنئة بالعيد، وأن تكون بصيغة مناسبة لعظمة العيد. وأفضل وقت للتهنئة هو يوم العيد، ويجوز التهنئة قبل العيد بيوم أو يومين أو أكثر، ويجوز التهنئة بعد العيد بيوم أو يومين أو أكثر.