حكم التهنئة قبل العيد ابن عثيمين

حكم التهنئة قبل العيد ابن عثيمين

حكم التهنئة قبل العيد ابن عثيمين

مقدمة:

إن التهنئة بالعيد من الأمور التي اعتاد عليها المسلمون منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي من السنن الحسنة التي تزيد من ألفة المسلمين ومحبتهم لبعضهم البعض، وتساهم في إدخال السرور والفرحة في قلوبهم. وقد اختلف العلماء في حكم التهنئة قبل العيد، فمنهم من أجازها ومنهم من كرهها، وفي هذا المقال سنستعرض أقوال العلماء في حكم التهنئة قبل العيد، والأدلة التي استندوا إليها، كما سنذكر بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند التهنئة بالعيد.

أولاً: أقوال العلماء في حكم التهنئة قبل العيد:

1. القول الأول: ذهب جمهور العلماء إلى جواز التهنئة قبل العيد، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن التهنئة بالعيد من السنن الحسنة التي تدخل السرور على المسلمين، وتزيد من ألفتهم ومحبتهم لبعضهم البعض.

أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يهنئ أصحابه بالعيد، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لقي أحدًا من أصحابه يوم العيد، قال: تقبل الله منا ومنك”.

أن التهنئة بالعيد لا تتعارض مع أي نص شرعي، بل هي من العادات والتقاليد الحسنة التي لا تنافي الشريعة الإسلامية.

2. القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى كراهية التهنئة قبل العيد، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن التهنئة بالعيد قبل حلوله تعد من البدع المحدثة، ولم تكن معروفة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة والتابعين.

أن التهنئة بالعيد قبل حلوله قد تؤدي إلى الإسراف والتبذير في الإنفاق على مظاهر الاحتفال بالعيد، وقد تصرف الناس عن العبادات والطاعات التي يجب أن يكثر المسلم من أدائها في أيام العيد.

أن التهنئة بالعيد قبل حلوله قد تسبب في إحراج بعض المسلمين الذين لا يملكون المال الكافي لشراء الملابس الجديدة والحلويات وغيرها من مظاهر الاحتفال بالعيد.

ثانيًا: الأدلة التي استند إليها العلماء في أقوالهم:

1. أدلة القائلين بجواز التهنئة قبل العيد:

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يهنئ أصحابه بالعيد إذا لقيهم يوم العيد.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “تهادوا تحابوا”.

حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه الإمام الترمذي في سننه، وفيه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدايا ويعطيها للناس.

2. أدلة القائلين بكراهية التهنئة قبل العيد:

حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “لا تهنئوا قبل ثلاث”.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “لا تهنئوا قبل ليلة العيد”.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “لا تهنئوا بالعيد حتى تروا هلاله”.

ثالثًا: آداب التهنئة بالعيد:

1. البدء بالتهنئة بعد صلاة العيد:

يسن للمسلمين أن يبدأوا بالتهنئة بالعيد بعد أداء صلاة العيد، وذلك لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “صلوا العيد ثم انصرفوا فهنئوا بعضكم بعضًا بالعيد”.

يسن للمسلم أن يهنئ أخاه المسلم بالعيد بقوله: “تقبل الله منا ومنك”.

يجوز للمسلم أن يهنئ أخاه المسلم بالعيد بقوله: “عيد مبارك سعيد”.

2. الاعتدال في التهنئة بالعيد:

ينبغي للمسلم أن يعتدل في تهنئته بالعيد، فلا يبالغ في ذلك ولا يتكلف فيه، وذلك لأن التهنئة بالعيد ليست من الأمور التعبدية التي يجب الإكثار منها.

يجوز للمسلم أن يهنئ أخاه المسلم بالعيد عن طريق الهاتف أو الرسائل النصية أو مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك إذا لم يتمكن من لقائه شخصيًا.

3. مراعاة مشاعر الفقراء والمساكين:

ينبغي للمسلم أن يتجنب التهنئة بالعيد أمام الفقراء والمساكين الذين لا يملكون المال الكافي لشراء الملابس الجديدة والحلويات وغيرها من مظاهر الاحتفال بالعيد، وذلك حتى لا يسبب لهم الحرج أو الإحراج.

يجوز للمسلم أن يهنئ الفقراء والمساكين بالعيد بقوله: “تقبل الله منا ومنكم”، دون أن يبالغ في ذلك أو يتكلف فيه.

أضف تعليق