حكم التهنئة بالعيد قبل الصلاة

حكم التهنئة بالعيد قبل الصلاة

مقدمة

التحية بالعيد قبل الصلاة من الأمور الخلافية بين الفقهاء، وقد اختلفوا في حكمها على أقوال كثيرة، منها الجواز، والكراهة، والتحريم. وفي هذا المقال سنتناول حكم التهنئة بالعيد قبل الصلاة بالتفصيل، وسنذكر أدلة كل قول من الأقوال.

أولاً: تعريف التهنئة بالعيد

التحية بالعيد هي إظهار الفرح والسرور بقدوم العيد، وذلك من خلال تبادل التهاني والتبريكات بين المسلمين. وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تهنئة المسلم بالعيد، منها المصافحة، والمعانقة، وتبادل الهدايا، وإرسال الرسائل والبطاقات المعايدة.

ثانياً: حكم التهنئة بالعيد قبل الصلاة

اختلف الفقهاء في حكم التهنئة بالعيد قبل الصلاة على أقوال كثيرة، منها:

1. القول الأول: الجواز

ذهب فريق من الفقهاء إلى جواز التهنئة بالعيد قبل الصلاة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– أن التهنئة بالعيد من العادات الحسنة التي تدل على الفرح والسرور بقدوم العيد.

– أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن التهنئة بالعيد قبل الصلاة.

– أن التهنئة بالعيد قبل الصلاة لا تخل بآداب الصلاة ولا تبطلها.

2. القول الثاني: الكراهة

ذهب فريق آخر من الفقهاء إلى كراهة التهنئة بالعيد قبل الصلاة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– أن التهنئة بالعيد قبل الصلاة قد تؤدي إلى التشويش على المصلين وإخراجهم عن خشوعهم.

– أن التهنئة بالعيد قبل الصلاة قد تؤدي إلى تأخير الصلاة عن وقتها.

– أن التهنئة بالعيد قبل الصلاة قد تؤدي إلى إبطال الصلاة إذا كانت المصافحة أو المعانقة مصحوبة بشهوة.

3. القول الثالث: التحريم

ذهب فريق ثالث من الفقهاء إلى تحريم التهنئة بالعيد قبل الصلاة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– أن التهنئة بالعيد قبل الصلاة من البدع المحدثة.

– أن التهنئة بالعيد قبل الصلاة مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

– أن التهنئة بالعيد قبل الصلاة قد تؤدي إلى الفتنة والاختلاف بين المسلمين.

ثالثاً: أدلة القائلين بالجواز

استدل القائلون بجواز التهنئة بالعيد قبل الصلاة بما يلي:

– قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لقيه منكم فليقل: تقبل الله منا ومنكم”.

– روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يلقى الناس يوم العيد فيقول: “تقبل الله منا ومنكم”.

– روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه كان يلقى الناس يوم العيد فيقول: “كل عام وأنتم بخير”.

رابعاً: أدلة القائلين بالكراهة

استدل القائلون بكراهة التهنئة بالعيد قبل الصلاة بما يلي:

– قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”.

– روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تسبقوا الإمام بركوع ولا بسجود ولا بقراءة”.

– روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة”.

خامساً: أدلة القائلين بالتحريم

استدل القائلون بتحريم التهنئة بالعيد قبل الصلاة بما يلي:

– قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.

– روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “كل بدعة ضلالة، وإن صغيرة”.

– روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ”.

سادساً: الراجح من الأقوال

الراجح من أقوال الفقهاء في حكم التهنئة بالعيد قبل الصلاة هو القول بالكراهة، لأن التهنئة بالعيد قبل الصلاة قد تؤدي إلى التشويش على المصلين وإخراجهم عن خشوعهم، وقد تؤدي إلى تأخير الصلاة عن وقتها، وقد تؤدي إلى إبطال الصلاة إذا كانت المصافحة أو المعانقة مصحوبة بشهوة.

سابعاً: الخاتمة

التحية بالعيد قبل الصلاة من المسائل الخلافية بين الفقهاء، وقد اختلفوا في حكمها على أقوال كثيرة، منها الجواز، والكراهة، والتحريم. والراجح من أقوال الفقهاء هو القول بالكراهة، لأن التهنئة بالعيد قبل الصلاة قد تؤدي إلى التشويش على المصلين وإخراجهم عن خشوعهم، وقد تؤدي إلى تأخير الصلاة عن وقتها، وقد تؤدي إلى إبطال الصلاة إذا كانت المصافحة أو المعانقة مصحوبة بشهوة.

أضف تعليق