حكم الحلف بالله كذب

المقدمة:

الحلف بالله تعالى هو من الأمور العظيمة، التي لها قدسية ومكانة خاصة في الإسلام، إذ أنه أقوى أنواع الحلف وأعظمها أثراً، وقد رغب الشرع في الحلف بالله الصادق، ونهى عن الحلف به كذباً أو يميناً فاجرة، لما يترتب على الحلف الكاذب من الإثم العظيم والعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة.

1. الحلف بالله كذب:

– الحلف بالله كذب هو من كبائر الذنوب، وهو من أقبح أنواع الكذب، قال تعالى: “ولا تتخذوا أيمانكم دخلاً بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الكبائر الإشراك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقول الزور، والحلف الكاذب”.

– الحلف بالله كذب ينقض المروءة، ويفقد صاحبه الثقة والاحترام بين الناس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له”.

– الحلف بالله كذب أمارة على ضعف إيمان صاحبه، وقلة خوفه من الله تعالى، قال تعالى: “والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار”.

2. عقوبة الحلف بالله كذب في الدنيا:

– عقوبة الحلف بالله كذب في الدنيا كثيرة، منها: زوال الثقة بين الناس، وفقدان الاحترام بينهم، وقد يترتب عليه فسخ العقود والعهود، وقد يؤدي إلى الخصومات والنزاعات.

– الحلف بالله كذب قد يؤدي إلى الإيمان الكاذبة، التي قد تؤدي إلى ظلم الناس وإلحاق الضرر بهم.

– الحلف بالله كذب من أسباب نزول البلاء والعقوبة من الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من حلف بغير الله فقد أشرك”.

3. عقوبة الحلف بالله كذب في الآخرة:

– عقوبة الحلف بالله كذب في الآخرة شديدة جداً، قال تعالى: “إن الذين يحلفون بالله كذبًا أولئك لهم عذاب مهين”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك”.

– الحلف بالله كذب من أسباب دخول النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أيما رجل حلف بغير الله فقد كفر، ومن استقرض رجلاً ماله ليرده عليه فلم يرده إليه فهو سارق”.

– الحلف بالله كذب من أسباب حرمان صاحبه من دخول الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من حلف بغير الله فقد كذب، ومن كذب فقد حرم الجنة”.

4. الحلف بالله صادق:

– الحلف بالله صادق هو من أنواع العبادة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وينال بها الأجر والثواب، قال تعالى: “واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى”.

– الحلف بالله صادق قد يكون واجباً في بعض الأحيان، كما في حالة الشهادة في المحكمة، أو عند عقد الزواج، أو عند البيع والشراء.

– الحلف بالله صادق ينبغي أن يكون مقتصراً على الأمور المهمة، ولا يجوز استعماله في الأمور التافهة أو الكاذبة.

5. أدب الحلف بالله:

– ينبغي للمسلم أن يتحرى الصدق في يمينه، وأن يكون حذراً في استعمال الحلف بالله، فلا يحلف إلا عند الضرورة.

– ينبغي للمسلم أن يستحلف بالله في الأمور المهمة، ولا يستحلف به في الأمور التافهة أو الكاذبة.

– ينبغي للمسلم أن ينوي بحلفه التقرب إلى الله تعالى، ونيل الأجر والثواب منه.

6. أنواع الحلف بالله:

– الحلف بالله على وجوب الشيء، كما في قوله تعالى: “والله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين”.

– الحلف بالله على استحالة الشيء، كما في قوله تعالى: “فلا أقسم بالشفق”.

– الحلف بالله على الماضي، كما في قوله تعالى: “والله لقد آتينا موسى الكتاب”.

– الحلف بالله على الحاضر، كما في قوله تعالى: “والله شهيد على ما تعملون”.

– الحلف بالله على المستقبل، كما في قوله تعالى: “والله إن كيدهم ليعجزني”.

7. كفارة الحلف بالله كذب:

– كفارة الحلف بالله كذب هي تحرير رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.

– كفارة الحلف بالله كذب واجبة على من حلف كذباً، سواء كان عامداً أو ناسياً أو جاهلاً.

– كفارة الحلف بالله كذب لا تسقط إلا بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، والإقلاع عن الحلف بالله كذباً.

الخاتمة:

الحلف بالله كذب من كبائر الذنوب، وهو من أقبح أنواع الكذب، وقد رغب الشرع في الحلف بالله الصادق، ونهى عن الحلف به كذباً أو يميناً فاجرة، لما يترتب على الحلف الكاذب من الإثم العظيم والعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة.