حكم الحلف بالمصحف

حكم الحلف بالمصحف

حكم الحلف بالمصحف

مقدمة:

الحلف بالمصحف هو أحد أنواع الحلف بالله تعالى، والقسم به هو إسناد الأمر إليه سبحانه وتعالى، وقد شرع الحلف بالمصحف في الإسلام ليكون بمثابة تأكيد على صدق الكلام وصحته، فإن الحالف بالمصحف يتعهد بالصدق والأمانة، وقد ورد النهي عن الحلف بالله تعالى كذبًا، قال تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 92].

أحكام الحلف بالمصحف:

1. وجوب الوفاء باليمين:

– من حلف بالمصحف وجب عليه الوفاء به، فإن الحلف بالمصحف هو عهد وقسم بالله تعالى، وقد قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].

– إذا حلف شخص بالمصحف ثم نكث يمينه عمدًا، فعليه كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.

2. جواز الحلف بالمصحف في الأمور الدنيوية:

– يجوز الحلف بالمصحف في الأمور الدنيوية، مثل الحلف على أداء دين أو تنفيذ عقد أو شهادة في محكمة، ولكن لا يجوز الحلف بالمصحف في الأمور الدينية، مثل الحلف على أداء فريضة أو ترك معصية، لأن الحلف في هذه الأمور يكون حلفًا بالله تعالى مباشرة، ولا يجوز الحلف به إلا في الأمور الدنيوية.

3. كراهية الحلف بالمصحف إلا عند الحاجة:

– يكره الحلف بالمصحف إلا عند الحاجة، لأن الحلف بالمصحف هو قَسَم بالله تعالى، والقَسَم بالله تعالى لا يجوز إلا عند الحاجة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حلف بغير الله فقد أشرك”.

4. جواز الحلف بالمصحف للمسلم والكافر:

– يجوز الحلف بالمصحف للمسلم والكافر، لأن الحلف بالمصحف هو تعظيم واحترام للمصحف، وليس تعظيمًا لله تعالى، فالمسلم يحلف بالمصحف لأنه يعتقد أنه كلام الله تعالى، والكافر يحلف به لأنه يعتقد أنه كتاب مقدس.

5. جواز الحلف بالمصحف للرجل والمرأة:

– يجوز الحلف بالمصحف للرجل والمرأة، لأن الحلف بالمصحف هو عبادة، والعبادة جائزة للرجل والمرأة.

6. جواز الحلف بالمصحف في أي وقت ومكان:

– يجوز الحلف بالمصحف في أي وقت ومكان، لأن الحلف بالمصحف هو عبادة، والعبادة جائزة في أي وقت ومكان.

7. شروط الحلف بالمصحف:

– يشترط لصحة الحلف بالمصحف أن يكون الحالف عاقلاً مختارًا ذا قصد، وأن يكون الحلف في أمر مباح، وأن يكون الحلف بالله تعالى أو بصفة من صفاته، وأن يكون الحلف بصيغة القسم.

الخاتمة:

الحلف بالمصحف هو قَسَم بالله تعالى، وهو جائز في الأمور الدنيوية، ويكره إلا عند الحاجة، ويجب الوفاء باليمين، وإذا نكث الحالف يمينه عمدًا فعليه كفارة يمين.

أضف تعليق