حكم الحلف بغير الله في المذاهب الأربعة

حكم الحلف بغير الله في المذاهب الأربعة

المقدمة:

الحلف هو عقد لفظي يوجب على الحالف شيئا، ويكون ملزما له، ويُعرف أيضاً بأنه التزام ديني أو أخلاقي يؤديه الإنسان من أجل تحقيق هدف مُعيّن أو الحصول على شيء مُعيّن. وقد تعددت أحكام الحلف بغير الله في المذاهب الأربعة، وسنتناولها في هذا المقال.

أولاً: حكم الحلف بغير الله في مذهب الحنفية:

يرى الحنفية أن الحلف بغير الله جائز شرعًا ولا إثم فيه، ولكن يُستحب الحلف بالله تعالى فقط لقوله تعالى: ﴿وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة: 224]. ويجب الوفاء بالحلف إذا كان بغير الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 34].

ثانيًا: حكم الحلف بغير الله في مذهب المالكية:

يذهب المالكية إلى أن الحلف بغير الله جائز بشرط أن يكون على شيء معلوم ويُقصد به التعظيم، فإذا حلف بشخص أو شيء غير الله تعالى بقصد التعظيم والإجلال فإنه يكون حلفا صحيحا. أما إذا كان الحلف بغير الله بقصد الحلف فقط دون تعظيم أو إجلال، فإنه يكون حلفا باطلا.

ثالثًا: حكم الحلف بغير الله في مذهب الشافعية:

يرى الشافعية أن الحلف بغير الله تعالى جائز ومشروع، ولكن يُستحب الحلف بالله تعالى فقط لقوله تعالى: ﴿وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة: 224]. ويجب الوفاء بالحلف إذا كان بغير الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 34].

رابعًا: حكم الحلف بغير الله في مذهب الحنابلة:

يرى الحنابلة أن الحلف بغير الله جائز، ولكن يُستحب الحلف بالله تعالى فقط لقوله تعالى: ﴿وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة: 224]. ويجب الوفاء بالحلف إذا كان بغير الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 34].

خامسًا: صور الحلف بغير الله تعالى:

تتعدد صور الحلف بغير الله تعالى، ومنها:

1. الحلف بالأنبياء والرسل عليهم السلام.

2. الحلف بالملائكة.

3. الحلف بالكعبة المشرفة.

4. الحلف بالقرآن الكريم.

5. الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم.

6. الحلف بالشمس والقمر والنجوم.

7. الحلف بالآباء والأجداد.

سادسًا: الحكمة من استحباب الحلف بالله تعالى:

هناك العديد من الحكم التي تدعو إلى استحباب الحلف بالله تعالى ومنها:

1. تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن الشرك.

2. الحلف بالله تعالى أبلغ وأقوى في التأكيد.

3. الحلف بالله تعالى أكثر صدقًا وأمانة.

4. الحلف بالله تعالى أوقع في النفوس وأقرب إلى القبول.

سابعًا: حرمة الحلف بالله تعالى كذبًا:

يُعد الحلف بالله تعالى كذبًا من الكبائر العظيمة، وقد توعد الله تعالى من حلف به كذبًا بالعذاب الشديد. قال تعالى: “من حلف بالله كاذبًا متعمدًا فقد باء بغضب من الله ولعنة الملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا، إلا أن يتوب ويستغفر”.

الخلاصة:

أجمع الفقهاء على أن الحلف بغير الله تعالى جائز شرعًا، ولكن يُستحب الحلف بالله تعالى فقط لقوله تعالى: ﴿وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة: 224]. ويجب الوفاء بالحلف إذا كان بغير الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 34].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *