حكم الحلف بالطلاق عند الغضب

حكم الحلف بالطلاق عند الغضب

حكم الحلف بالطلاق عند الغضب

المقدمة:

الحلف بالطلاق عند الغضب من الأمور التي اختلف فيها الفقهاء، فذهب البعض إلى تحريمه تحريماً مطلقاً، وذهب البعض الآخر إلى جوازه في بعض الحالات، وفي هذا المقال سوف نتناول حكم الحلف بالطلاق عند الغضب بالتفصيل.

أولاً: تعريف الحلف بالطلاق:

الحلف بالطلاق هو أن يحلف الشخص بطلاق زوجته على فعل أو ترك فعل معين، أو على وقوع شيء أو عدم وقوعه، فإذا فعل ذلك وتحقق الحنث في يمينه يقع الطلاق على زوجته.

ثانياً: أقسام الحلف بالطلاق:

ينقسم الحلف بالطلاق إلى قسمين:

1. الحلف بالطلاق المعلق:

وهو أن يحلف الشخص بطلاق زوجته على فعل أو ترك فعل معين، أو على وقوع شيء أو عدم وقوعه، ويكون هذا الحلف معلقاً على تحقق الأمر الذي حلف عليه، فإذا تحقق الأمر الذي حلف عليه يقع الطلاق على زوجته، وإذا لم يتحقق لا يقع الطلاق.

2. الحلف بالطلاق المنجز:

وهو أن يحلف الشخص بطلاق زوجته دون أن يشترط وقوع شيء أو عدم وقوعه، ويكون هذا الحلف منجزاً منذ لحظة الحلف به، ويقع الطلاق على زوجته بمجرد تلفظه به.

ثالثاً: حكم الحلف بالطلاق عند الغضب:

اختلف الفقهاء في حكم الحلف بالطلاق عند الغضب، فذهب البعض إلى تحريمه تحريماً مطلقاً، وذهب البعض الآخر إلى جوازه في بعض الحالات.

1. مذهب التحريم المطلق:

ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى تحريم الحلف بالطلاق عند الغضب تحريماً مطلقاً، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن الغضب حالة انفعال شديد يفقد فيها الإنسان سيطرته على تصرفاته وأقواله، ولا يكون في كامل وعيه وإدراكه، وقد يدفعه الغضب إلى التلفظ بألفاظ لا يقصدها أو لا يريدها، ولذلك فإن الحلف بالطلاق عند الغضب غير جائز لأنه لا يكون صادراً عن إرادة حرة وعاقلة.

أن الحلف بالطلاق عند الغضب يوقع الزوجة في ضرر كبير، فقد يؤدي إلى وقوع الطلاق عليها بدون وجه حق، وقد يؤدي إلى نشوب الخلافات والنزاعات بين الزوجين، وقد يؤدي إلى تفكك الأسرة.

2. مذهب الجواز في بعض الحالات:

ذهب بعض الفقهاء إلى جواز الحلف بالطلاق عند الغضب في بعض الحالات، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن الغضب ليس مانعاً من صحة التصرفات والإرادات، وأن الإنسان في حالة الغضب يكون مدركاً لما يقوله ويفعله، ولذلك فإن الحلف بالطلاق عند الغضب جائز إذا كان صادراً عن إرادة حرة وعاقلة.

أن الحلف بالطلاق عند الغضب قد يكون وسيلة لتهدئة الزوجة ومنعها من التصرفات الخاطئة، كما أنه قد يكون وسيلة لإصلاح ذات البين بين الزوجين.

رابعاً: شروط جواز الحلف بالطلاق عند الغضب:

إذا جاز الحلف بالطلاق عند الغضب، فلا بد من توافر الشروط التالية:

أن يكون الحلف صادراً عن إرادة حرة وعاقلة.

أن يكون الحلف بقصد الإصلاح بين الزوجين وليس بقصد الإضرار بالزوجة.

ألا يكون الحلف متكرراً أو مبالغاً فيه.

خامساً: حكم الحنث في الحلف بالطلاق:

إذا حلف الزوج بطلاق زوجته عند الغضب، ولم يتحقق الأمر الذي حلف عليه، أو إذا تحقق الأمر الذي حلف عليه ولكن لم يكن صادراً عن إرادة حرة وعاقلة، أو إذا كان الحلف متكرراً أو مبالغاً فيه، فإن الحلف يكون لغواً ولا يقع الطلاق على الزوجة.

سادساً: كيفية التكفير عن الحلف بالطلاق عند الغضب:

إذا حلف الزوج بطلاق زوجته عند الغضب، ووقع الطلاق عليها، فعليه التكفير عن يمينه بأن يعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكيناً، فإن لم يستطع فليتصدق بما يستطيع.

سابعاً: الخاتمة:

الحلف بالطلاق عند الغضب من الأمور التي يجب الحذر منها، لما لها من آثار سلبية على الحياة الزوجية، وقد يؤدي إلى وقوع الطلاق بين الزوجين بدون وجه حق، ولذلك يجب على الزوجين تجنب الحلف بالطلاق عند الغضب، وإذا اضطر الزوج إلى الحلف بالطلاق عند الغضب فعليه أن يتأكد من أنه صادر عن إرادة حرة وعاقلة، وأنه بقصد الإصلاح بين الزوجين وليس بقصد الإضرار بالزوجة، وألا يكون الحلف متكرراً أو مبالغاً فيه.

أضف تعليق