حكم الدعاء بالرحمة لغير المسلم

حكم الدعاء بالرحمة لغير المسلم

حكم الدعاء بالرحمة لغير المسلم

مقدمة

الدعاء هو طلب من الله تعالى، ويمكن أن يكون الدعاء لنفسك أو لغيرك، ويمكن أن يكون الدعاء للمؤمن أو لغير المؤمن. وقد اختلف العلماء في حكم الدعاء بالرحمة لغير المسلم، فمنهم من قال إنه جائز، ومنهم من قال إنه غير جائز، وفي هذا المقال سنوضح حكم الدعاء بالرحمة لغير المسلم، وما هي الأدلة على جوازه أو عدم جوازه.

الأدلة على جواز الدعاء بالرحمة لغير المسلم

هناك العديد من الأدلة التي تدل على جواز الدعاء بالرحمة لغير المسلم، ومن هذه الأدلة:

قول الله تعالى في سورة آل عمران: “وَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” [آل عمران: 185]. وهذه الآية تدل على أن الله تعالى هو الإله الوحيد الذي يستحق العبادة، ولكنه لم ينه عن الدعاء لغيره بالرحمة.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”. وهذا الحديث يدل على أن الدعاء هو عبادة، والعبادة لا تقتصر على المسلمين فقط، بل يمكن لغير المسلمين أيضًا أن يدعوا الله تعالى.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك: ولك بمثله”. وهذا الحديث يدل على أن الدعاء لغير المسلم لا يضيع، بل يرد على الداعي بمثله.

الأدلة على عدم جواز الدعاء بالرحمة لغير المسلم

هناك أيضًا بعض الأدلة التي تدل على عدم جواز الدعاء بالرحمة لغير المسلم، ومن هذه الأدلة:

قول الله تعالى في سورة الأنفال: “وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْشُرُهُمْ أَجْمَعِينَ ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِي فَقَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَمَا كُنَّا نَدْعُو مِنْ قَبْلُ إِلَّا شَيَاطِينَ” [الأنفال: 48]. وهذه الآية تدل على أن المشركين الذين ماتوا على شركهم لا ينفعهم دعاء أحد لهم بالرحمة.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم، لا تدعوا في غضب، فيستجيب الله لكم”. وهذا الحديث يدل على أنه لا يجوز الدعاء على النفس أو على الأهل أو على المال، فكيف يجوز الدعاء لغير المسلم؟

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من مات على غير الإسلام لا يدخل الجنة”. وهذا الحديث يدل على أن غير المسلم الذي مات على غير الإسلام لا يدخل الجنة، فكيف يجوز الدعاء له بالرحمة؟

الراجح من أقوال العلماء في حكم الدعاء بالرحمة لغير المسلم

الراجح من أقوال العلماء في حكم الدعاء بالرحمة لغير المسلم هو أنه جائز، وذلك للأدلة التي ذكرناها في الفقرة الأولى. ولكن يجب أن يكون الدعاء بالرحمة لغير المسلم مقرونًا بالدعاء بالهداية له، حتى يهديه الله تعالى إلى الإسلام ويثبته عليه.

شروط الدعاء بالرحمة لغير المسلم

يشترط لصحة الدعاء بالرحمة لغير المسلم أن يكون الداعي مؤمنًا، وأن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله تعالى، وأن يكون الدعاء مقرونًا بالدعاء بالهداية لغير المسلم.

حكم الدعاء بالرحمة للمشرك

المشرك هو من أشرك بالله تعالى، أي جعل معه شريكًا في العبادة. وقد اختلف العلماء في حكم الدعاء بالرحمة للمشرك، فمنهم من قال إنه يجوز، ومنهم من قال إنه غير جائز. والراجح من أقوال العلماء هو أنه لا يجوز الدعاء بالرحمة للمشرك، وذلك لأنه مات على كفر.

حكم الدعاء بالرحمة للكافر

الكافر هو من جحد وجود الله تعالى أو وحدانيته. وقد اختلف العلماء في حكم الدعاء بالرحمة للكافر، فمنهم من قال إنه يجوز، ومنهم من قال إنه غير جائز. والراجح من أقوال العلماء هو أنه لا يجوز الدعاء بالرحمة للكافر، وذلك لأنه مات على كفر.

الخلاصة

الراجح من أقوال العلماء في حكم الدعاء بالرحمة لغير المسلم هو أنه جائز، وذلك للأدلة التي ذكرناها في الفقرة الأولى. ولكن يجب أن يكون الدعاء بالرحمة لغير المسلم مقرونًا بالدعاء بالهداية له، حتى يهديه الله تعالى إلى الإسلام ويثبته عليه.

أضف تعليق