حكم نسبة النعم لغير الله

حكم نسبة النعم لغير الله

بسم الله الرحمن الرحيم

حكم نسبة النعم لغير الله

مقدمة:

إن الحمد لله وحده، ونسب النعم إليه وحده هو حق واجب، فالله سبحانه وتعالى هو وحده خالق النعم ومسببها وكل ما في الوجود من نعم هو من فضله وإحسانه، ومن ينسب النعم لغير الله فهو مشرك قد خرج عن الدين وأبطل توحيد الله.

أولاً: معنى نسبة النعم لغير الله:

1. الإشراك بالله تعالى في ربوبيته:

إن نسب النعم لغير الله تعالى يعني أنك تقر بأن هذا الغير هو الذي خلقها وأنعم بها عليك، وهذا ينافي توحيد الربوبية وأن الله وحده هو الخالق والرازق.

2. الشرك في الألوهية:

إن نسب النعم لغير الله تعالى يعني أنك تدعو غيره إلى جانب الله وتتوجه إليه بالشكر والثناء، وهذا ينافي توحيد الألوهية وأن الله وحده هو المستحق للعبادة.

ثانيًا: أنواع نسبة النعم لغير الله:

1. الشرك الأكبر:

وهو الذي ينقض الإسلام ويخرج صاحبه من الملة، مثل دعاء غير الله والتوجه إليه بالعبادة أو الاعتقاد بأنه خالق النعم ومسببها.

2. الشرك الأصغر:

وهو ما لا ينقض الإسلام ولكنه ينقص من الإيمان، مثل التفاؤل بالغير أو الاعتماد عليه في جلب النفع أو دفع الضر أو الاعتقاد بأنه قادر على جلب النفع أو دفع الضر دون إذن الله.

ثالثًا: حكم نسبة النعم لغير الله:

1. حكم نسبة النعم لغير الله في العقيدة:

إن نسبة النعم لغير الله في العقيدة هو شرك أكبر مخرج من الملة، ويجب على المسلم أن يحذر من ذلك ويتبرأ منه.

2. حكم نسبة النعم لغير الله في العبادة:

إن نسبة النعم لغير الله في العبادة هو شرك أكبر مخرج من الملة، ويجب على المسلم أن يحذر من ذلك ويتبرأ منه.

3. حكم نسبة النعم لغير الله في الأقوال والأفعال:

إن نسبة النعم لغير الله في الأقوال والأفعال هي شرك أصغر ينقص من الإيمان، ويجب على المسلم أن يحذر من ذلك ويتجنبه.

رابعًا: أدلة تحريم نسبة النعم لغير الله:

1. أدلة من القرآن الكريم:

قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: 62]، وقال تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97].

2. أدلة من السنة النبوية:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقولن أحدكم: لولا الله وفلان، ولكن ليقل: لولا الله ثم فلان” [رواه النسائي].

3. أدلة من إجماع أهل العلم:

أجمع أهل العلم على أن نسبة النعم لغير الله تعالى شرك مخرج من الملة، وأن الواجب على المسلم أن يحذر من ذلك ويتبرأ منه.

خامسًا: أسباب نسبة النعم لغير الله:

1. الجهل بالله تعالى وصفاته:

إن الجهل بالله تعالى وصفاته يمكن أن يؤدي إلى نسبة النعم لغيره، وذلك لأن الجاهل قد يعتقد أن هناك غير الله قادرًا على منح النعم وإيجادها.

2. حب الدنيا والحرص عليها:

إن حب الدنيا والحرص عليها يمكن أن يؤدي إلى نسبة النعم لغير الله، وذلك لأن الإنسان قد يعتقد أن النعم هي التي تجلب له السعادة والراحة، فيشرك غير الله في ذلك.

3. اتباع الشهوات والهوى:

إن اتباع الشهوات والهوى يمكن أن يؤدي إلى نسبة النعم لغير الله، وذلك لأن الإنسان قد يعتقد أن الشهوات هي التي تجلب له اللذة والمتعة، فيشرك غير الله في ذلك.

سادسًا: علاج نسبة النعم لغير الله:

1. معرفة الله تعالى وصفاته:

إن معرفة الله تعالى وصفاته هي أولى خطوات علاج نسبة النعم لغيره، وذلك لأن معرفة الله تعالى وصفاته تساعد الإنسان على إدراك أن الله وحده هو الخالق والرازق وأن النعم هي من فضله وإحسانه.

2. الزهد في الدنيا والحرص عليها:

إن الزهد في الدنيا والحرص عليها يساعد على علاج نسبة النعم لغير الله، وذلك لأن الزهد في الدنيا يجعل الإنسان يدرك أن النعم ليست هي التي تجلب له السعادة والراحة، وأن السعادة الحقيقية هي في الآخرة عند الله تعالى.

3. مجاهدة الشهوات والهوى:

إن مجاهدة الشهوات والهوى يساعد على علاج نسبة النعم لغير الله، وذلك لأن مجاهدة الشهوات والهوى تجعل الإنسان يدرك أن الشهوات ليست هي التي تجلب له اللذة والمتعة، وأن اللذة الحقيقية هي في طاعة الله تعالى.

سابعًا: آثار نسبة النعم لغير الله:

1. الآثار السيئة في العقيدة:

إن نسبة النعم لغير الله تعالى لها آثار سلبية على العقيدة، وذلك لأنها تؤدي إلى الإشراك بالله تعالى وإبطال توحيده.

2. الآثار السيئة في العبادة:

إن نسبة النعم لغير الله تعالى لها آثار سلبية على العبادة، وذلك لأنها تؤدي إلى الشرك في العبادة وإبطال إخلاصها لله تعالى.

3. الآثار السيئة في الأخلاق:

إن نسبة النعم لغير الله تعالى لها آثار سلبية على الأخلاق، وذلك لأنها تؤدي إلى الكبر والغطرسة والتعالي على الآخرين.

الخاتمة:

وفي ختام هذا المقال، نؤكد على أن نسبة النعم لغير الله تعالى هو شرك مخرج من الملة، ويجب على المسلم أن يحذر من ذلك ويتبرأ منه. كما يجب على المسلم أن يعرف الله تعالى وصفاته ويزهد في الدنيا والحرص عليها ويجاهد الشهوات والهوى حتى يتخلص من هذه العادة السيئة.

أضف تعليق