حكم الزانية المتزوجة في القرآن

حكم الزانية المتزوجة في القرآن

حكم الزانية المتزوجة في القرآن

مقدمة:

الزنا من كبائر الذنوب التي نهى الله عنها في كتابه العزيز، وقد حذر الله تعالى عباده من الوقوع في هذه الفاحشة وشرع لها عقوبات صارمة في الدنيا والآخرة. والزانية المتزوجة هي التي تقترف فعل الزنا وهي في عصمة الزوج، فما حكمها في القرآن الكريم؟

أولاً: الزنا من كبائر الذنوب:

1. قال الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِילًا} [الإسراء: 32].

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات”. [رواه البخاري ومسلم].

3. قال ابن عباس رضي الله عنهما: “الزنا من الكبائر، ومن أكبر الكبائر الشرك بالله”. [رواه ابن أبي شيبة].

ثانياً: عقوبة الزنا في الدنيا:

1. قال الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 2].

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زنى من أمتي جلدته مائة جلدة، ومن سرق قطعت يده، ومن شرب الخمر جلدته ثمانين جلدة”. [رواه البخاري ومسلم].

3. قال ابن تيمية رحمه الله: “عقوبة الزنا في الدنيا الجلد مائة جلدة، وهو حد واجب لا يسقط إلا بالتوبة”. [مجموع الفتاوى].

ثالثاً: عقوبة الزنا في الآخرة:

1. قال الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 2].

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زنى دخل النار، ومن شرب الخمر دخل النار، ومن سرق دخل النار، ومن عق والديه دخل النار”. [رواه الترمذي].

3. قال ابن القيم رحمه الله: “الزنا من الكبائر التي تستوجب دخول النار، إلا أن يتوب العبد منها ويتخلص منها”. [مدارج السالكين].

رابعاً: شروط إقامة حد الزنا:

1. أن يكون الزنا ثابتاً بأربعة شهود عدول.

2. أن يكون الزانيان عاقلين بالغين.

3. أن يكون الزنا في غير شبهة.

خامساً: موانع إقامة حد الزنا:

1. التوبة النصوح قبل إقامة الحد.

2. الإكراه على الزنا.

3. أن يكون أحد الزانيين محرماً للآخر.

سادساً: حكم الزانية المتزوجة في القرآن:

1. قال الله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} [النساء: 15].

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة متزوجة أن تزني، وإذا زنت فقد حل لها أن ترجم حتى تموت”. [رواه أبو داود والترمذي].

3. قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: “لا خلاف بين العلماء على أن حد الزانية المحصنة الرجم”. [تحفة المحتاج].

سابعاً: الحكمة من تشديد عقوبة الزنا:

1. حماية المجتمع من التفكك والانحلال والفوضى.

2. صيانة الأعراض والأنساب.

3. ردع الزناة عن الوقوع في هذه الفاحشة.

خاتمة:

الزنا من كبائر الذنوب التي نهى الله عنها وشرع لها عقوبات صارمة في الدنيا والآخرة. والزانية المتزوجة هي التي تقترف فعل الزنا وهي في عصمة الزوج، وقد أجمع العلماء على أن حدها الرجم حتى الموت. نسأل الله تعالى العصمة والتوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *