حكم الزاني المحصن

حكم الزاني المحصن

المقدمة:

الزنا هو من الكبائر التي نهى عنها الله تعالى ورسوله الكريم، وهو محرم في جميع الأديان السماوية، وللزنا صور متعددة منها الزنا المحصن وغير المحصن. والزاني المحصن هو الذي يكون متزوجًا، فيزني مع امرأة أخرى غير زوجته، أو يزني بامرأة متزوجة. والزنا المحصن يعتبر من أخطر أنواع الزنا وأقبحها وأشدها إثمًا.

أولاً: حكم الزنا المحصن في القرآن الكريم:

1. قال الله تعالى في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}.

2. قال الله تعالى في سورة النور: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

3. قال الله تعالى في سورة الأحزاب: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

ثانيًا: حكم الزنا المحصن في السنة النبوية:

1. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن”.

2. عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الزانية والزاني اضربوهما مائة جلدة، ولا تقبلا منهما شفاعة أحد”.

3. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زنى وهو محصن فرجم حتى يموت، ومن زنى وهو غير محصن جلد مائة جلدة، ونفي عامًا”.

ثالثًا: عقوبة الزنا المحصن:

1. عقوبة الزنا المحصن هي الرجم حتى الموت، وذلك إذا كان الزاني قد أحصن نفسه بالزواج، ولم يتب عن فعلته.

2. وإذا كان الزاني غير محصن، أو تاب عن فعلته، فإن عقوبته هي الجلد مائة جلدة، والنفي لمدة عام.

3. وقد كره العلماء إقامة حد الرجم على الزاني المحصن، وذلك لما فيه من تشويه لصورة الإسلام، ولأن هذه العقوبة قد تؤدي إلى قتل الزاني ظلماً.

رابعًا: أسباب الزنا المحصن:

1. ضعف الوازع الديني والأخلاقي.

2. ضعف الرقابة الأسرية والاجتماعية.

3. الانحلال الأخلاقي وانتشار الفساد.

4. شيوع الخمر والمخدرات.

5. انتشار الأفلام والمسلسلات الإباحية.

6. تأثير وسائل الإعلام السلبية على الشباب.

7. ضعف التربية الجنسية والصحية.

خامسًا: آثار الزنا المحصن على الفرد والمجتمع:

1. يسبب الزنا المحصن ضررًا كبيرًا للفرد والمجتمع، فهو يؤدي إلى تفكك الأسرة وانهيارها.

2. يؤدي الزنا المحصن إلى انتشار الأمراض الجنسية الفتاكة، مثل الإيدز والسيلان والزهري.

3. يهدم الزنا المحصن القيم والأخلاق في المجتمع، وينشر الفساد والرذيلة.

4. يؤدي الزنا المحصن إلى هزيمة المجتمع وتقويض أركانه.

5. ينشر الزنا المحصن الفقر والبطالة والجريمة في المجتمع.

سادسًا: سبل الوقاية من الزنا المحصن:

1. تقوية الوازع الديني والأخلاقي لدى الأفراد.

2. فرض الرقابة الأسرية والاجتماعية على الشباب.

3. محاربة الانحلال الأخلاقي وانتشار الفساد.

4. منع الخمور والمخدرات.

5. حظر الأفلام والمسلسلات الإباحية.

6. مراقبة تأثير وسائل الإعلام على الشباب.

7. نشر التربية الجنسية والصحية بين الشباب.

سابعًا: التوبة من الزنا المحصن:

1. التوبة من الزنا المحصن واجبة على كل مسلم، ولا يقبل الله تعالى توبة الزاني إلا إذا تاب توبة نصوحًا، وهي التوبة التي تنطوي على الندم على فعل المعصية، والعزم على عدم العودة إليها.

2. يجب على الزاني المحصن أن يتوب إلى الله تعالى سرًا وعلانية، وأن يعلن توبته أمام الناس حتى يحفظ عرضه وسمعته.

3. يجب على الزاني المحصن أن يستغفر الله تعالى كثيرًا، وأن يكثر من الدعاء والطاعات لعل الله تعالى يتقبل توبته ويغفر له ذنبه.

الخاتمة:

الزنا المحصن من أخطر أنواع الزنا وأقبحها وأشدها إثمًا، وقد نهى الله تعالى ورسوله الكريم عنه. عقوبة الزنا المحصن هي الرجم حتى الموت، إذا كان الزاني قد أحصن نفسه بالزواج، ولم يتب عن فعلته. أما إذا كان الزاني غير محصن، أو تاب عن فعلته، فإن عقوبته هي الجلد مائة جلدة، والنفي لمدة عام. يسبب الزنا المحصن ضررًا كبيرًا للفرد والمجتمع، فهو يؤدي إلى تفكك الأسرة وانهيارها، وينشر الأمراض الجنسية الفتاكة، ويهدم القيم والأخلاق في المجتمع. الوقاية من الزنا المحصن واجبة على كل مسلم، ويمكن ذلك من خلال تقوية الوازع الديني والأخلاقي لدى الأفراد، وفرض الرقابة الأسرية والاجتماعية على الشباب، ومحاربة الانحلال الأخلاقي وانتشار الفساد، ومنع الخمور والمخدرات، وحظر الأفلام والمسلسلات الإباحية، ومراقبة تأثير وسائل الإعلام على الشباب، ونشر التربية الجنسية والصحية بين الشباب. التوبة من الزنا المحصن واجبة على كل مسلم، ولا يقبل الله تعالى توبة الزاني إلا إذا تاب توبة نصوحًا، وهي التوبة التي تنطوي على الندم على فعل المعصية، والعزم على عدم العودة إليها.

أضف تعليق