حكم الزنا بالخالة
مقدمة
الزنا هو أحد الذنوب الكبرى التي نهى عنها الله تعالى في كتابه العزيز، لما فيه من مفاسد عظيمة تضر بالفرد والمجتمع، ومن أنواع الزنا التي حرمها الله تعالى الزنا بالخالة، لما لذلك من حرمة كبيرة ومخالفة للدين والأخلاق.
دليل تحريم الزنا بالخالة
أولا: الأدلة من القرآن الكريم
قال الله تعالى: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} (سورة الأنعام: 151)، وقال تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} (سورة الفرقان: 68)، وقد فسر العلماء الفواحش في هاتين الآيتين الكريمتين بأنها الزنا وما شابهه من المحرمات، ومنها الزنا بالخالة.
ثانيا: الأدلة من السنة النبوية
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله الزاني والزانية”. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات”. وقد فسر العلماء هذه الموبقات بأنها الذنوب العظيمة التي لعن الله فاعلها، ومنها الزنا بالخالة.
ثالثا: الأدلة من الإجماع
أجمع العلماء على تحريم الزنا بالخالة، لما في ذلك من مخالفة للدين والأخلاق، ولما فيه من مفاسد عظيمة تضر بالفرد والمجتمع.
مفاسد الزنا بالخالة
أولا: المفاسد الدينية
الزنا بالخالة من الذنوب الكبرى التي حرمها الله تعالى، وهو من الكبائر التي توجب دخول النار، قال الله تعالى: {الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} (سورة النور: 2).
ثانيا: المفاسد الأخلاقية
الزنا بالخالة يؤدي إلى الفساد الأخلاقي، حيث ينشر الرذيلة والفحشاء بين الناس، كما أنه يؤدي إلى تفكك الأسر وضياع الأنساب، قال الله تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا} (سورة الإسراء: 31).
ثالثا: المفاسد الاجتماعية
الزنا بالخالة يؤدي إلى انتشار الأمراض الجنسية، كما أنه يؤدي إلى انعدام الثقة بين أفراد المجتمع، ويزيد من حالات الطلاق والتفكك الأسري، قال الله تعالى: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} (سورة النساء: 24).
عقوبة الزنا بالخالة
العقوبة المقررة للزنا بالخالة هي الجلد مائة جلدة، والرجم حتى الموت إذا كان الزاني محصنا، قال الله تعالى: {الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} (سورة النور: 2).
التوبة من الزنا بالخالة
إذا زنى شخص بالخالة ولم يتب من ذنبه، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا، بأن يندم على ما فعل، ويستغفر الله تعالى، ويتعزم على عدم العودة إلى مثل هذا الذنب مرة أخرى، قال الله تعالى: {وأنتم معرضون إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا} (سورة البقرة: 271).
الخاتمة
الزنا بالخالة من الذنوب الكبرى التي حرمها الله تعالى، لما فيه من مفاسد عظيمة تضر بالفرد والمجتمع، وقد حدد الله تعالى عقوبة الزانية المحصن بالرجم حتى الموت، أما الزاني غير المحصن فعقوبته الجلد مائة جلدة.