العنوان: حكم السجدة عند قراءة القرآن
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأرحم الراحمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن السجدة من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد شرعها الله تعالى في مواطن متعددة، منها السجدة عند قراءة القرآن الكريم. وفي هذا المقال، سنتناول حكم السجدة عند قراءة القرآن الكريم، وما هي المواضع التي يجب السجود فيها، وما هي آداب السجود، وما هي فضائل السجود.
حكم السجدة عند قراءة القرآن:
اختلف العلماء في حكم السجدة عند قراءة القرآن الكريم على ثلاثة أقوال:
القول الأول: الوجوب، وهو قول جمهور أهل العلم، واستدلوا بقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]، وبالفعل المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسجد عند قراءة آيات السجدة، وأن الصحابة كانوا يسجدون خلفه.
القول الثاني: الاستحباب، وهو قول الحنفية، واستدلوا بأن السجدة ليست شرطًا لصحة الصلاة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالسجود عند قراءة القرآن الكريم أمرًا صريحًا.
القول الثالث: الجواز، وهو قول بعض التابعين، واستدلوا بأن السجود عبادة مستقلة، ولا تجب إلا بدليل شرعي خاص.
مواضع السجدة في القرآن الكريم:
وردت في القرآن الكريم خمس عشر آية أمر الله تعالى فيها بالسجود، وهي:
سورة الأعراف: الآية 206.
سورة الرعد: الآية 15.
سورة النحل: الآية 49.
سورة الإسراء: الآية 107.
سورة مريم: الآية 58.
سورة الحج: الآية 18.
سورة الفرقان: الآية 60.
سورة النمل: الآية 25.
سورة السجدة: الآية 15.
سورة ص: الآية 24.
سورة فصلت: الآية 37.
سورة النجم: الآية 62.
سورة الانشقاق: الآية 21.
سورة الأعلى: الآية 20.
كيفية السجود عند قراءة القرآن:
إذا أراد المسلم السجود عند قراءة القرآن الكريم، فعليه أن يفعل ما يلي:
1. أن ينوي السجود لله تعالى.
2. أن يكبر تكبيرة الإحرام.
3. أن يضع يديه على ركبتيه.
4. أن ينحني حتى يضع جبهته على الأرض.
5. أن يسجد على جبهته وأنفه ويديه وركبتيه وأطراف أصابع قدميه.
6. أن يطمئن في سجوده.
7. أن يدعو الله تعالى بما شاء من الأدعية.
8. أن يرفع رأسه من السجود.
9. أن يكبر عقب السجود.
آداب السجود عند قراءة القرآن:
هناك عدد من الآداب التي ينبغي للمسلم مراعاتها عند السجود عند قراءة القرآن الكريم، منها:
أن يكون السجود في مكان طاهر.
أن يكون السجود على سجادة طاهرة.
أن يكون الساجد مستقبل القبلة.
أن يكون الساجد متوضئًا.
أن يكون الساجد مرتديًا لباسًا ساترًا لعورته.
أن يكون الساجد خاشعًا متدبرًا لما يقرأه من القرآن الكريم.