حكم الصوم في العيد

حكم الصوم في العيد

حكم الصوم في العيد

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة يؤجر عليها المسلم أجرًا عظيمًا، وقد فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، وقد حدد الله تعالى في كتابه العزيز مواقيت الصوم، وهي شهر رمضان المبارك، وأيام القضاء لمن لم يتمكن من صيام رمضان لعذر، وأيام التطوع، وقد نهى الله تعالى عن الصيام في أيام العيد، وهي عيد الفطر وعيد الأضحى، وفي هذا المقال سنتناول حكم الصوم في العيد بالتفصيل.

أولاً: حكم صيام يوم العيد:

اتفق الفقهاء على حرمة صيام يوم العيد، سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة من الكتاب والسنة، ومنها:

1. قال الله تعالى في سورة البقرة: “وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر”، وهذا يدل على أن الصيام يحرم في يوم العيد، لأن الله تعالى أمر المسلمين بالأكل والشرب في هذا اليوم.

2. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يوم الفطر يوم فطر، ويوم الأضحى يوم أضحى، فلا تصوموا هذين اليومين”، وهذا يدل على تحريم صيام يوم العيد.

3. كان المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا يصومون يوم العيد، وكانوا يخرجون إلى المصلى ويصلون العيد، وهذا يدل على أن صيام يوم العيد محرم.

ثانيًا: حكم صيام يوم العيد لمن فاته صيام رمضان:

من فاته صيام رمضان لعذر، كالمرض أو السفر، فإن عليه قضاء الصيام بعد رمضان، ولا يجوز له أن يصوم يوم العيد بدلاً من قضاء صيام رمضان، لأن صيام يوم العيد محرم، ولأن قضاء صيام رمضان واجب على من فاته لعذر.

ثالثًا: حكم صيام يوم العيد لمن نذر صيام يوم معين:

إذا نذر المسلم صيام يوم معين، ثم صادف هذا اليوم يوم العيد، فإن عليه أن يفطر في يوم العيد، ولا يجوز له أن يصوم هذا اليوم، لأن صيام يوم العيد محرم، ولا يجوز للمسلم أن ينذر بصيام يوم محرم، فإن نذر بذلك فعليه أن يكفر عن يمينه، ولا يجوز له أن يصوم هذا اليوم.

رابعًا: حكم صيام يوم العيد للحائض والنفساء:

لا يجوز للحائض والنفساء أن تصوما يوم العيد، لأن صيام يوم العيد محرم عليهما، ولأنهما معذورتان في ترك الصيام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس على الحائض صيام ولا صلاة”، وهذا يدل على أن الحائض معذورة في ترك الصيام.

خامسًا: حكم صيام يوم العيد للمريض:

إذا كان المسلم مريضًا في يوم العيد، وكان يخشى أن يتضرر بصيامه، فإن عليه أن يفطر في هذا اليوم، ولا يجوز له أن يصوم، لأن صيام يوم العيد محرم على المريض، وقد قال الله تعالى: “ولا تقتلوا أنفسكم”، وهذا يدل على أن المسلم يجب عليه أن يحافظ على نفسه، ولا يجوز له أن يعرضها للضرر.

سادسًا: حكم صيام يوم العيد للمسافر:

إذا كان المسلم مسافرًا في يوم العيد، وكان يخشى أن يتضرر بصيامه، فإن عليه أن يفطر في هذا اليوم، ولا يجوز له أن يصوم، لأن صيام يوم العيد محرم على المسافر، وقد قال الله تعالى: “ويسروا ولا تعسروا”، وهذا يدل على أن الله تعالى يريد من عباده أن يتيسروا على أنفسهم، ولا يجوز لهم أن يعسروا عليها.

سابعًا: حكم صيام يوم العيد للكافر:

لا يجوز للكافر أن يصوم يوم العيد، لأن صيام يوم العيد عبادة من عبادات المسلمين، والكافر لا يجوز له أن يعبد الله تعالى، وقد قال الله تعالى: “إن الدين عند الله الإسلام”، وهذا يدل على أن الدين الذي يقبله الله تعالى هو الإسلام فقط.

الخاتمة:

في الختام، فإن صيام يوم العيد محرم على جميع المسلمين، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، صغارًا أو كبارًا، مرضى أو أصحاء، مسافرين أو مقيمين، حائضين أو نفساء، ولا يجوز للمسلم أن يصوم يوم العيد، سواء كان قد نذر صيام هذا اليوم أو كان قد فاته صيام رمضان، لأن صيام يوم العيد محرم شرعًا، ويجب على المسلم أن يفطر في يوم العيد، وأن يفرح بهذا اليوم المبارك.

أضف تعليق