حكم التردد في نية صوم القضاء

حكم التردد في نية صوم القضاء

حكم التردد في نية صوم القضاء

مقدمة

صوم القضاء هو صيام الأيام التي أفطرها المسلم في رمضان بعذر شرعي كالمرض أو السفر، وقد فرض الله صيام القضاء على المسلم لكي يتمكن من إكمال أيامه التي أفطرها في رمضان، وقد اختلف الفقهاء في حكم التردد في نية صوم القضاء، فمنهم من قال أنه لا يجوز، ومنهم من قال أنه جائز، وفي هذا المقال سوف نتناول حكم التردد في نية صوم القضاء بالتفصيل.

أولاً: تعريف التردد في نية صوم القضاء

التردد في نية صوم القضاء هو أن ينوي المسلم صوم القضاء في يوم معين، ثم يتردد في نيته بعد ذلك، ولا يستقر على نية الصوم أو الفطر، وفي هذه الحالة يكون صومه غير صحيح ولا يجزئه عن صوم القضاء الذي عليه.

ثانيًا: أقوال الفقهاء في حكم التردد في نية صوم القضاء

اختلف الفقهاء في حكم التردد في نية صوم القضاء على أقوال عدة، وهي:

1. القول الأول: لا يجوز التردد في نية صوم القضاء، ويجب على المسلم أن ينوي صوم القضاء قبل الفجر، وإذا تردد في نيته بعد ذلك فلا يجزئه صومه.

2. القول الثاني: يجوز التردد في نية صوم القضاء، ويجوز للمسلم أن ينوي صوم القضاء في أي وقت من النهار، وإذا تردد في نيته بعد ذلك فلا يجزئه صومه.

3. القول الثالث: يجوز التردد في نية صوم القضاء، ويجوز للمسلم أن ينوي صوم القضاء في أي وقت من النهار أو الليل، وإذا تردد في نيته بعد ذلك فيجوز له أن يفطر.

ثالثًا: الأدلة على القول الأول

استدل أصحاب القول الأول بأن التردد في نية صوم القضاء يبطل الصوم، لأن الصوم عبادة، والعبادات يجب أن تؤدى بنية صادقة صحيحة، والتردد في النية ينافي الصدق والصحة، قال تعالى: (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) [الطلاق: 1].

رابعًا: الأدلة على القول الثاني

استدل أصحاب القول الثاني بأن التردد في نية صوم القضاء لا يبطل الصوم، لأن النية شرط لصحة الصوم، ولكنها ليست ركنًا من أركانه، والأركان هي التي لا يصح الصوم بدونها، والتردد في النية لا ينافي وجود النية، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق: 5].

خامسًا: الأدلة على القول الثالث

استدل أصحاب القول الثالث بأن التردد في نية صوم القضاء لا يبطل الصوم، لأن النية ليست شرطًا لصحة الصوم، بل هي شرط لقبول الصوم، والتردد في النية لا ينافي قبول الصوم، قال تعالى: (وَمَن عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].

سادسًا: الراجح من أقوال الفقهاء

الراجح من أقوال الفقهاء هو القول الثاني، وهو أنه يجوز التردد في نية صوم القضاء، ويجوز للمسلم أن ينوي صوم القضاء في أي وقت من النهار، وإذا تردد في نيته بعد ذلك فلا يجزئه صومه.

سابعًا: الخاتمة

في الختام، فإن التردد في نية صوم القضاء لا يبطل الصوم، ولكن الأفضل للمسلم أن ينوي صوم القضاء قبل الفجر، وأن يستمر على نيته حتى نهاية اليوم، حتى يصح صومه ويجزئه عن صوم القضاء الذي عليه.

أضف تعليق