حكم الضرائب في الإسلام لابن باز

No images found for حكم الضرائب في الإسلام لابن باز

عنوان المقال: حكم الضرائب في الإسلام لابن باز

المقدمة:

الضرائب هي رسوم مالية إلزامية مفروضة على الأفراد والشركات من قبل الحكومة، وتُستخدم عادةً لتمويل الإنفاق العام. وقد كان موضوع الضرائب محل نقاش وجدل كبيرين على مر التاريخ، ولا يزال يثير العديد من التساؤلات حول مدى شرعيته وإنصافه وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع. وفي هذا المقال، سنستعرض حكم الضرائب في الإسلام كما أوضحه الشيخ ابن باز رحمه الله.

1. مفهوم الضرائب في الإسلام:

– في الإسلام، تُسمى الضرائب عادةً بـ”الزكاة” أو “الخراج”، وهي أموال تُفرض على الأفراد والممتلكات وفقًا لقواعد محددة.

– الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، ويجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر أداءها على أمواله التي بلغت النصاب، وتُوزع على الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل.

– أما الخراج، فهو ضريبة تُفرض على الأراضي الزراعية التي يمتلكها غير المسلمين في الأراضي الإسلامية، ويُستخدم عادةً لتمويل الجهاد ونشر الإسلام.

2. حكم الضرائب المفروضة على المسلمين:

– يرى الشيخ ابن باز أن الضرائب التي تُفرض على المسلمين في بلاد المسلمين هي من قبيل “الزكاة المفروضة”، ويجب على المسلمين دفعها طواعية، ولا يجوز لهم الامتناع عنها أو التهرب منها.

– وقد استدل الشيخ ابن باز على ذلك بما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن وقال له: “إنك تأتي قوماً أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم”.

– كما استشهد الشيخ ابن باز بقول الله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَو نَّذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [البقرة: 270].

3. حكم الضرائب المفروضة على غير المسلمين:

– يرى الشيخ ابن باز أن الضرائب التي تُفرض على غير المسلمين في بلاد المسلمين هي من قبيل “الخراج”، ويجب على غير المسلمين دفعها طواعية، ولا يجوز لهم الامتناع عنها أو التهرب منها.

– وقد استدل الشيخ ابن باز على ذلك بما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً”.

– كما استشهد الشيخ ابن باز بقول الله تعالى: {وَقَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِيَوْمِ الآخِرَةِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29].

4. ضوابط فرض الضرائب في الإسلام:

– يرى الشيخ ابن باز أن فرض الضرائب في الإسلام يجب أن يراعي مجموعة من الضوابط، أهمها:

– ألا تكون الضرائب مصادرة لأموال الناس وظلماً لهم.

– ألا تؤدي الضرائب إلى إفقار الناس وإثقال كاهلهم.

– ألا تكون الضرائب تمييزية ضد فئة معينة من الناس.

– ألا تُستخدم الضرائب في أغراض غير شرعية أو غير ضرورية.

5. فوائد الضرائب في الإسلام:

– يرى الشيخ ابن باز أن للضرائب في الإسلام مجموعة من الفوائد، أهمها:

– أنها تُساعد على توزيع الثروة وإعادة توزيع الدخل من الأغنياء إلى الفقراء.

– أنها تُساعد على توفير الخدمات العامة الضرورية للمجتمع، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.

– أنها تُساعد على تحفيز الاقتصاد وخلق فرص العمل.

– أنها تُساعد على تحقيق التكافل الاجتماعي والتضامن بين أفراد المجتمع.

6. أثر الضرائب على الاقتصاد والمجتمع:

– يرى الشيخ ابن باز أن للضرائب في الإسلام تأثيرًا إيجابيًا على الاقتصاد والمجتمع، إذا ما تم فرضها وتحصيلها بطريقة عادلة ومنصفة.

– ويمكن للضرائب أن تُساعد على تحقيق الاستقرار الاقتصادي من خلال توفير الإيرادات اللازمة لتمويل الإنفاق العام.

– كما يمكن للضرائب أن تُساعد على تحفيز الاقتصاد وخلق فرص العمل من خلال تشجيع الاستثمار والإنفاق.

– بالإضافة إلى ذلك، يمكن للضرائب أن تُساعد على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال إعادة توزيع الدخل من الأغنياء إلى الفقراء.

الخلاصة:

في ختام هذا المقال، نخلص إلى أن الشيخ ابن باز يرى أن الضرائب في الإسلام مشروعة ومطلوبة، ويجب على المسلمين دفعها طواعية طالما أنها تُفرض وفقًا للشريعة الإسلامية وتُستخدم في أغراض شرعية وضرورية. كما يرى الشيخ ابن باز أن للضرائب في الإسلام فوائد عديدة على الاقتصاد والمجتمع، إذا ما تم فرضها وتحصيلها بطريقة عادلة ومنصفة.

أضف تعليق