الالباني وابن باز

الالباني وابن باز

مقدمة:

الشيخ الألباني وابن باز اسمان لامعان في عالم الحديث والسنة، كانا من أبرز علماء القرن الرابع عشر الهجري، وقد تركا بصمة واضحة في العلم الشرعي، حيث كانا من كبار الفقهاء والمحدثين والمفسرين، وقد أفادا العلم والدين والناس. وفي هذا المقال، سنلقي نظرة على حياة الشيخين وآرائهم الفقهية.

نشأة الألباني وابن باز:

ولد الشيخ الألباني في مدينة أشقودرة في ألبانيا عام 1914م، واسمه الكامل محمد ناصر الدين الألباني، وقد نشأ في أسرة علمية، حيث كان والده من العلماء والشيوخ، وقد حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق بالأزهر الشريف في مصر، وتتلمذ على كبار علماء الأزهر آنذاك، مثل الشيخ محمد زاهد الكوثري والشيخ مصطفى السباعي، وبعد تخرجه من الأزهر، عاد إلى ألبانيا وعمل في التدريس والخطابة.

ولد الشيخ ابن باز في مدينة الرياض في السعودية عام 1910م، واسمه الكامل عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وقد نشأ في أسرة علمية أيضًا، حيث كان والده من العلماء والقضاة، وقد حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق بالمعهد العلمي في الرياض، وتتلمذ على كبار علماء الرياض آنذاك، مثل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وبعد تخرجه من المعهد العلمي، عمل في التدريس والقضاء.

منهج الألباني وابن باز في الفقه:

كان الشيخ الألباني من أبرز علماء المنهج السلفي في الفقه، حيث كان يدعو إلى العودة إلى الكتاب والسنة، والابتعاد عن التقليد الأعمى للفقهاء المتقدمين، وقد كان يرى أن الاجتهاد في الفقه لا يقتصر على الفقهاء المتقدمين، بل هو حق لكل مسلم عالم بالكتاب والسنة، وقد ألف العديد من الكتب في هذا المجال، مثل كتاب “تمام المنة في التعليق على مقدمة ابن الصلاح” وكتاب “صحيح سنن ابن ماجه”.

كان الشيخ ابن باز من أبرز علماء المنهج الحنبلي في الفقه، حيث كان يتبع مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وقد كان يرى أن مذهب الإمام أحمد هو أقرب المذاهب الأربعة إلى الكتاب والسنة، وقد ألف العديد من الكتب في هذا المجال، مثل كتاب “الدرر السنية في شرح العقيدة الطحاوية” وكتاب “مجموع الفتاوى”.

آراء الألباني وابن باز في بعض القضايا الفقهية:

كان للشيخ الألباني وابن باز آراء مختلفة في بعض القضايا الفقهية، ففي قضية تحريم الغناء، كان الشيخ الألباني يرى أن الغناء حرام مطلقًا، بينما كان الشيخ ابن باز يرى أن الغناء جائز إذا كان خاليًا من المحرمات، وفي قضية زيارة القبور، كان الشيخ الألباني يرى أن زيارة القبور بدعة محرمة، بينما كان الشيخ ابن باز يرى أن زيارة القبور جائزة إذا كانت خالية من الشرك والبدع.

موقف الألباني وابن باز من بعض الحركات الإسلامية:

كان الشيخ الألباني وابن باز من أشد المنتقدين لبعض الحركات الإسلامية، مثل جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي، حيث كانا يرون أن هذه الحركات لا تمثل الإسلام الصحيح، وأنها تحاول أن تستغل الدين لتحقيق أهداف سياسية.

التأثير الفكري للألباني وابن باز:

كان للشيخ الألباني وابن باز تأثير فكري كبير على الأجيال اللاحقة من العلماء والدعاة، حيث كانا من أبرز دعاة السلفية في القرن الرابع عشر الهجري، وقد ألفا العديد من الكتب والرسائل التي انتشرت في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وقد تخرج على يديهما العديد من العلماء والدعاة الذين حملوا راية السلفية في جميع أنحاء العالم.

خاتمة:

كان الشيخ الألباني وابن باز من أبرز علماء القرن الرابع عشر الهجري، وقد تركا بصمة واضحة في العلم الشرعي، حيث كانا من كبار الفقهاء والمحدثين والمفسرين، وقد أفادا العلم والدين والناس. وقد كان للشيخين منهج فقهي متميز، وآراء مختلفة في بعض القضايا الفقهية، وقد كان لهما موقف من بعض الحركات الإسلامية، وقد كان لهما تأثير فكري كبير على الأجيال اللاحقة من العلماء والدعاة.

أضف تعليق