المقدمة:
النفقة على الأولاد من الواجبات الأساسية والمسؤوليات الكبرى التي تقع على عاتق الآباء والأمهات، وهي من أهم عوامل تربية النشء وتهيئتهم لحياة كريمة وسليمة بعيدًا عن الحرمان والفقر. ولقد حثت الشريعة الإسلامية على وجوب النفقة على الأولاد وإغنائهم عن الحاجة للناس، وذلك لما في ذلك من تحقيق لمقاصد الشريعة في حفظ النفس والعرض والمال.
1. واجب النفقة على الأولاد:
– أوجبت الشريعة الإسلامية على الآباء والأمهات نفقة أولادهم الذكور والإناث، وذلك منذ ولادتهم وحتى يبلغوا سن الرشد ويصبحوا قادرين على الإنفاق على أنفسهم.
– حددت الشريعة الإسلامية مقدار النفقة على الأولاد بما يناسب حالهم وظروفهم، وذلك يشمل الطعام والشراب والكسوة والمسكن والتعليم والتطبيب وغيرها من الضروريات الأساسية.
– يقع واجب النفقة على الأب أولاً، ثم على الأم في حالة غياب الأب أو عجزه عن الإنفاق، فعليها أن تتحمل مسؤولية الإنفاق على أولادها حتى يبلغوا سن الرشد.
2. أسباب وجوب النفقة على الأولاد:
– إن وجوب النفقة على الأولاد نابع من العلاقة الوثيقة بين الآباء والأولاد، وبما أن الآباء هم سبب وجود الأولاد فهم ملزمون برعايتهم والإنفاق عليهم.
– إن النفقة على الأولاد هي حق من حقوقهم الأساسية، فلهم الحق في العيش حياة كريمة وسليمة بعيدًا عن الحرمان والفاقة، وهذا الحق كفله لهم الشرع والقانون.
– إن النفقة على الأولاد ضرورة اجتماعية، فالأولاد هم عماد المجتمع ومستقبله، ومن ثم فإن إغنائهم عن الحاجة للناس يترتب عليه بناء مجتمع قوي ومتماسك يتحمل مسؤولياته تجاه أفراده.
3. آثار إهمال النفقة على الأولاد:
– يؤدي إهمال النفقة على الأولاد إلى العديد من الآثار السلبية على حياتهم، منها: سوء التغذية والمرض والجهل والفقر، كما يؤثر على صحتهم النفسية ويجعلهم عرضة للانحراف والسلوكيات غير السليمة.
– يؤثر إهمال النفقة على الأولاد على المجتمع ككل، فالأطفال الذين يعانون من الحرمان والفقر هم أكثر عرضة لارتكاب الجرائم والعنف، كما أنهم يصبحون عبئًا على المجتمع بدلاً من أن يكونوا أعضاء فعالين فيه.
– إن إهمال النفقة على الأولاد جريمة يعاقب عليها القانون، فالقانون يحمي حقوق الأطفال ويوفر لهم سبل العيش الكريم، ومن يهمل في الإنفاق على أولاده يتعرض للمساءلة القانونية.
4. كيفية إغناء الأولاد عن الحاجة للناس:
– هناك العديد من الطرق التي يمكن للأباء والأمهات من خلالها إغناء أولادهم عن الحاجة للناس، منها: تعليمهم أهمية الاعتماد على النفس والعمل الجاد منذ الصغر، وتشجيعهم على اكتساب المهارات والخبرات التي تساعدهم على إيجاد فرص عمل مناسبة.
– توفير فرص التعليم الجيد لأولادهم، فالتعليم هو مفتاح النجاح في الحياة، كما أنه يساعدهم على اكتساب المهارات والمعارف التي تؤهلهم للعمل في مجال مناسب يحقق لهم حياة كريمة.
– تعليمهم أهمية الادخار والاستثمار، فعندما يتمكن الأولاد من إدارة أموالهم بشكل صحيح ويستثمرونها في مشاريع مفيدة، فإنهم يصبحون قادرين على تحقيق الاستقلال المالي والاكتفاء الذاتي.
5. أهمية إغناء الأولاد عن الحاجة للناس:
– إن إغناء الأولاد عن الحاجة للناس له العديد من الفوائد، منها: الشعور بالكرامة والاعتزاز بالنفس، والقدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات السليمة، وتحقيق الاستقلال المالي والاكتفاء الذاتي.
– عندما يصبح الأولاد قادرين على إعالة أنفسهم، فإنهم يصبحون أقل عرضة للانحراف والسلوكيات غير السليمة، كما أنهم يصبحون أكثر إنتاجية للمجتمع.
– إن إغناء الأولاد عن الحاجة للناس يساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك، فالأفراد الذين يتمكنون من إعالة أنفسهم يكونون أقل عرضة للعوز والفقر، كما أنهم يصبحون أكثر قدرة على المساهمة في تنمية المجتمع.
6. دور المجتمع في إغناء الأولاد عن الحاجة للناس:
– للمجتمع دور مهم في إغناء الأولاد عن الحاجة للناس، وذلك من خلال توفير فرص التعليم والعمل المناسبة، ودعم الأسر الفقيرة والمحتاجة، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية للأطفال المعرضين للخطر.
– على المجتمع أن يوفر برامج ومشاريع تساعد على إغناء الأولاد عن الحاجة للناس، مثل برامج التدريب المهني والتعليم المستمر، وبرامج ريادة الأعمال التي تساعدهم على إطلاق مشاريعهم الخاصة.
– يجب على المجتمع أن يحمي حقوق الأطفال وأن يوفر لهم سبل العيش الكريم، وذلك من خلال سن القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق الطفل وتضمن له حياة كريمة وسليمة.
7. الخاتمة:
النفقة على الأولاد وإغناؤهم عن الحاجة للناس هو واجب أساسي ومسؤولية كبرى تقع على عاتق الآباء والأمهات، وهو من أهم أسباب بناء مجتمع قوي ومتماسك. ولإغناء الأولاد عن الحاجة للناس، لا بد من تعليمهم الاعتماد على النفس والعمل الجاد منذ الصغر، وتوفير فرص التعليم الجيد لهم، وتعليمهم أهمية الادخار والاستثمار. للمجتمع دور مهم في إغناء الأولاد عن الحاجة للناس، وذلك من خلال توفير فرص التعليم والعمل المناسبة، ودعم الأسر الفقيرة والمحتاجة، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية للأطفال المعرضين للخطر.