حكم الوفاء بالنذر

الوفاء بالنذر

المقدمة

النذر هو التزام على النفس بالقيام بعمل أو الامتناع عنه، سواء كان هذا العمل خيرًا أو شرًا. وقد حث الإسلام على الوفاء بالنذر، وجعله من الأمور الواجبة على المسلم.

أدلة الوفاء بالنذر

وردت في القرآن الكريم والسنّة النبويّة العديد من الأدلة التي تحث على الوفاء بالنذر، ومنها:

قوله تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 34].

قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْهَدُ لِلَّهِ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَّهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [التوبة: 75-76].

قوله تعالى: ﴿قُلْ أَوْفُوا بِعَهْدِكُمْ وَاللَّهَ فَاتَّقُوا وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل: 91].

قوله صلى الله عليه وسلم: “من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه” [رواه البخاري ومسلم].

حكم الوفاء بالنذر

الوفاء بالنذر واجب على المسلم، ولا يجوز له أن ينقض نذره إلا في حالتين:

1. إذا كان النذر معصية لله تعالى، فلا يجوز الوفاء به، بل يجب نقضه.

2. إذا عجز المسلم عن الوفاء بنذره بسبب خارج عن إرادته، فلا حرج عليه في نقض نذره.

شروط صحة النذر

حتى يصح النذر، يجب أن تتوفر فيه الشروط الآتية:

1. أن يكون الناذر عاقلًا بالغًا.

2. أن يكون النذر معلومًا ومحددًا.

3. أن يكون النذر ممكنًا.

4. أن يكون النذر مشروعًا.

آثار النذر

للنذر آثار عديدة، منها:

1. وجوب الوفاء بالنذر.

2. سقوط النذر عن الناذر إذا نقضه بغير عذر.

3. إثم الناذر إذا نقض نذره بغير عذر.

4. استحباب الوفاء بالنذر ولو كان تطوعًا.

كيفية الوفاء بالنذر

إذا نذر المسلم نذرًا، فعليه أن يوفي به على الوجه الذي نذره. فإذا نذر أن يصوم يومًا، فعليه أن يصوم ذلك اليوم. وإذا نذر أن يتصدق بمال، فعليه أن يتصدق به. وإذا نذر أن يعتق عبدًا، فعليه أن يعتقه.

أمثلة على النذور

من الأمثلة على النذور:

1. نذر المسلم أن يصوم يومًا أو أكثر.

2. نذر المسلم أن يتصدق بمبلغ من المال.

3. نذر المسلم أن يعتق عبدًا أو أكثر.

4. نذر المسلم أن يحج إلى بيت الله الحرام.

5. نذر المسلم أن يعتمر إلى بيت الله الحرام.

الخلاصة

الوفاء بالنذر واجب على المسلم، ولا يجوز له أن ينقض نذره إلا في حالتين: إذا كان النذر معصية لله تعالى، أو إذا عجز المسلم عن الوفاء بنذره بسبب خارج عن إرادته. وللنذر آثار عديدة، منها وجوب الوفاء بالنذر، وسقوط النذر عن الناذر إذا نقضه بغير عذر، وإثم الناذر إذا نقض نذره بغير عذر، واستحباب الوفاء بالنذر ولو كان تطوعًا.