حكم تربية الكلاب في البيت

حكم تربية الكلاب في البيت

حكم تربية الكلاب في البيت

مقدمة:

تربية الكلاب في المنزل من الأمور الشائعة في العديد من الثقافات والمجتمعات، إلا أنها تثير الجدل بين الفقهاء والعلماء المسلمين حول حكمها الشرعي. وفي هذا المقال، سنتناول حكم تربية الكلاب في البيت وفقًا لآراء الفقهاء والعلماء، مع ذكر الأدلة الشرعية المتعلقة بهذا الأمر.

أولاً: حكم تربية الكلاب في المنزل:

اختلف الفقهاء والعلماء المسلمون في حكم تربية الكلاب في المنزل، حيث ذهب بعضهم إلى تحريمها مطلقًا، بينما ذهب آخرون إلى جوازها بشروط وضوابط معينة.

1. القول بتحريم تربية الكلاب مطلقاً:

ذهب بعض الفقهاء والعلماء إلى تحريم تربية الكلاب في المنزل مطلقًا، واستدلوا على ذلك بعدة أحاديث نبوية، منها:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو صورة” (رواه البخاري ومسلم).

– عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اقتنى كلباً إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع، نقص من أجره كل يوم قيراطان” (رواه البخاري ومسلم).

2. القول بجواز تربية الكلاب بشروط وضوابط:

ذهب جمهور الفقهاء والعلماء إلى جواز تربية الكلاب في المنزل، بشرط أن تكون هذه الكلاب من أنواع الكلاب المسموح بها شرعًا، وأن تكون مخصصة لأغراض مشروعة، مثل الحراسة أو الصيد أو الرعي. ومن الأدلة التي استدلوا بها على ذلك:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خمس من الدواب يقتلن في الحل والحرم: الفأرة والعقرب والغراب الأبقع والكلب العقور والحدأة” (رواه البخاري ومسلم).

– عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الكلاب، إلا الكلب العقور والكلب الأسود البهيم، والكلب الذي به داء الكلب (رواه أبو داود والترمذي).

ثانيًا: شروط وضوابط تربية الكلاب في المنزل:

إذا قرر الشخص تربية كلب في منزله، فعليه الالتزام بعدد من الشروط والضوابط، ومنها:

– أن تكون الكلاب من الأنواع المسموح بها شرعًا، وهي الكلاب المخصصة للحراسة أو الصيد أو الرعي.

– أن تكون الكلاب في مكان منفصل عن المنزل، ولا يسمح لها بالدخول إلى المنزل.

– أن تكون الكلاب مربوطة أو مقيدة بسلسلة، حتى لا تؤذي أحدًا.

– أن يتم تطعيم الكلاب ضد الأمراض المعدية، وأن يتم الاعتناء بصحتها ونظافتها.

– أن يتم معاملة الكلاب برفق ورحمة، وعدم تعريضها للتعذيب أو الإيذاء.

ثالثًا: الأضرار التي قد تنتج عن تربية الكلاب في المنزل:

هناك عدد من الأضرار التي قد تنتج عن تربية الكلاب في المنزل، ومنها:

– انتشار الأمراض المعدية، حيث يمكن أن تحمل الكلاب بعض الأمراض التي قد تنتقل إلى البشر، مثل داء الكلب والسالمونيلا.

– الإصابات الجسدية، حيث يمكن أن تتسبب الكلاب في إصابات جسدية خطيرة، خاصة إذا كانت غير مدربة أو عدوانية.

– الخوف والقلق، حيث يمكن أن تشعر بعض الأشخاص بالخوف والقلق من الكلاب، خاصة إذا كانوا يعانون من فوبيا الحيوانات.

– الإزعاج والضوضاء، حيث يمكن أن تتسبب الكلاب في الإزعاج والضوضاء، خاصة إذا كانت تنبح أو تعوي باستمرار.

رابعًا: الفوائد التي قد تتحقق من تربية الكلاب في المنزل:

هناك أيضًا عدد من الفوائد التي قد تتحقق من تربية الكلاب في المنزل، ومنها:

– الحراسة والأمن، حيث يمكن للكلاب أن تساعد في حراسة المنزل وحمايته من السرقة والاعتداء.

– الصيد والرعي، حيث يمكن للكلاب أن تساعد في الصيد أو الرعي، خاصة في المناطق الريفية.

– الصحبة والرفقة، حيث يمكن للكلاب أن تكون مصدرًا للصحبة والرفقة، خاصة للأشخاص الذين يعيشون بمفردهم.

– المساعدة في العلاج النفسي، حيث يمكن للكلاب أن تساعد في علاج بعض الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق.

خامسًا: حكم بيع وشراء الكلاب:

اختلف الفقهاء والعلماء أيضًا في حكم بيع وشراء الكلاب، حيث ذهب بعضهم إلى تحريمهما مطلقًا، بينما ذهب آخرون إلى جوازهما بشروط وضوابط معينة. ومن الأدلة التي استدلوا بها على ذلك:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل بيع الكلب إلا كلب صيد، أو كلب ماشية، أو كلب زرع” (رواه البخاري ومسلم).

– عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نهى عن ثمن الكلب إلا كلب صيد، أو كلب ماشية” (رواه البخاري ومسلم).

سادسًا: حكم ذبح الكلاب:

اختلف الفقهاء والعلماء أيضًا في حكم ذبح الكلاب، حيث ذهب بعضهم إلى تحريمه مطلقًا، بينما ذهب آخرون إلى جوازه في بعض الحالات. ومن الأدلة التي استدلوا بها على ذلك:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقتلوا الكلاب، فإنها أمة من أمم الله” (رواه أبو داود والترمذي).

– عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قتل كلباً بغير حق، فعليه لعنت الله والملائكة والناس أجمعين” (رواه البخاري ومسلم).

سابعًا: حكم أكل لحم الكلاب:

اتفق الفقهاء والعلماء على تحريم أكل لحم الكلاب، وذلك استنادًا إلى ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لحم الكلب حرام” (رواه البخاري ومسلم).

الخاتمة:

حكم تربية الكلاب في المنزل مسألة خلافية بين الفقهاء والعلماء المسلمين، حيث ذهب بعضهم إلى تحريمها مطلقًا، بينما ذهب آخرون إلى جوازها بشروط وضوابط معينة. وعلى المسلم أن يزن بين الأدلة الشرعية المختلفة، وأن يأخذ بالرأي الذي يراه أقرب إلى الصواب.

أضف تعليق