حكم ترك الصلاة عمدا

حكم ترك الصلاة عمدا

حكم ترك الصلاة عمدًا

مقدمة

الصلاة هي أحد أهم أركان الإسلام الخمسة، وهي عمود الدين، قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]. وقد حذر الله تعالى من ترك الصلاة عمدًا وجعله من كبائر الذنوب، قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]. كما وردت أحاديث كثيرة تحذر من ترك الصلاة عمدًا وتوعد مرتكبها بأشد العذاب، ومن ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» [أحمد].

أدلة تحريم ترك الصلاة عمدًا

1. الدليل من القرآن الكريم: قال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]. وقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]. وهذه الآيات تدل على وجوب المحافظة على الصلاة وإقامتها في وقتها، وأن تركها عمدًا يعد مخالفة لأمر الله تعالى.

2. الدليل من السنة النبوية: وردت أحاديث كثيرة تحذر من ترك الصلاة عمدًا وتوعد مرتكبها بأشد العذاب، ومن ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» [أحمد]. وحديث: «من ترك صلاة متعمدًا فقد خرج من الإسلام» [الترمذي]. وحديث: «الصلاة عمود الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين» [ابن ماجه].

3. الدليل من إجماع العلماء: أجمع العلماء على أن ترك الصلاة عمدًا كبيرة من الكبائر، وأن مرتكبها يستحق العقوبة الدنيوية والأخروية.

أنواع ترك الصلاة عمدًا

1. ترك الصلاة جملةً: وهو ترك جميع الصلوات الخمس عمدًا من غير عذر، وهذا هو أشد أنواع ترك الصلاة حرمةً، وهو الذي يخرج صاحبه من الإسلام.

2. ترك صلاة واحدة عمدًا: وهو ترك صلاة واحدة من الصلوات الخمس عمدًا من غير عذر، وهذا أقل حرمةً من ترك الصلاة جملةً، ولكنه مع ذلك من الكبائر التي تستحق العقوبة.

3. ترك بعض أركان الصلاة أو شروطها: وهو ترك بعض الأركان أو الشروط اللازمة لصحة الصلاة عمدًا من غير عذر، مثل ترك ركعة من الركعات أو ترك القراءة أو الركوع أو السجود، وهذا أقل حرمةً من ترك الصلاة جملةً أو ترك صلاة واحدة، ولكنه مع ذلك من الكبائر التي تستحق العقوبة.

عقوبة ترك الصلاة عمدًا في الدنيا

1. عقوبة الحبس: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن مرتكب ترك الصلاة عمدًا يستحق العقوبة بالحبس، وذلك لأن ترك الصلاة من الجرائم التي تضر بالمجتمع وتخل بالأمن والاستقرار فيه.

2. عقوبة الجلد: ذهب بعض الفقهاء إلى أن مرتكب ترك الصلاة عمدًا يستحق العقوبة بالجلد، وذلك لأن الجلد عقوبة مقررة في الشريعة الإسلامية لبعض الجرائم، ومنها ترك الصلاة.

3. عقوبة القتل: ذهب بعض الفقهاء إلى أن مرتكب ترك الصلاة عمدًا يستحق العقوبة بالقتل، وذلك لأن ترك الصلاة من أشد الكبائر التي تستحق العقوبة القصوى.

عقوبة ترك الصلاة عمدًا في الآخرة

1. دخول النار: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا} [سبأ: 30]. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40]. وهذه الآيات تدل على أن مرتكب ترك الصلاة عمدًا يستحق دخول النار.

2. الخلود في النار: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّهُمْ سَبِيلًا وَأَعْتَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ إِنَّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [الممتحنة: 6-7]. وهذه الآيات تدل على أن مرتكب ترك الصلاة عمدًا يستحق الخلود في النار.

3. حرمان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشفعني من أمتي من أضاع الصلاة».

أسباب ترك الصلاة عمدًا

1. الجهل: قد يترك بعض الناس الصلاة عمدًا بسبب الجهل بأهميتها أو بسبب عدم معرفة كيفية أدائها بشكل صحيح.

2. الكسل: قد يترك بعض الناس الصلاة عمدًا بسبب الكسل والتواني عن أدائها.

3. اتباع الشهوات: قد يترك بعض الناس الصلاة عمدًا بسبب اتباع الشهوات والرغبات الدنيوية.

4. اليأس من رحمة الله: قد يترك بعض الناس الصلاة عمدًا بسبب اليأس من رحمة الله تعالى ومغفرته.

5. الشك في العقيدة: قد يترك بعض الناس الصلاة عمدًا بسبب الشك في العقيدة أو بسبب عدم الإيمان باليوم الآخر.

6. العناد: قد يترك بعض الناس الصلاة عمدًا بسبب العناد والتمرد على أوامر الله تعالى.

7. حب الدنيا: قد يترك بعض الناس الصلاة عمدًا بسبب حب الدنيا والانشغال بها.

خطورة ترك الصلاة عمدًا

1. ترك الصلاة عمدًا من أكبر الكبائر: قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]. وقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124].

2. ترك الصلاة عمدًا سبب لدخول النار: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّهُمْ سَبِيلًا وَأَعْتَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا إِنَّ الَّذِينَ ك

أضف تعليق