حكم الذي يفطر في رمضان عمدا

حكم الذي يفطر في رمضان عمدا

حكم الذي يفطر في رمضان عمدا

مقدمة

رمضان هو شهر الصيام والعبادة، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة. وقد فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، وذلك لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

وقد جعل الله تعالى الصيام عبادة عظيمة، وجعله سببًا لمغفرة الذنوب ودخول الجنة، وذلك لقوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.

أنواع المفطرين عمدًا

ينقسم المفطرون عمدًا إلى ثلاثة أنواع:

النوع الأول: وهو من أفطر عمدًا بدون عذر شرعي، وهذا النوع من المفطرين يستحق العقوبة الدنيوية والأخروية.

النوع الثاني: وهو من أفطر عمدًا بعذر شرعي، وهذا النوع من المفطرين لا يستحق العقوبة الدنيوية، ولكنه يستحق العقوبة الأخروية.

النوع الثالث: وهو من أفطر عمدًا لعذر شرعي ثم قضى الصيام بعد ذلك، وهذا النوع من المفطرين لا يستحق العقوبة الدنيوية ولا العقوبة الأخروية.

العقوبة الدنيوية للمفطر عمدًا

العقوبة الدنيوية للمفطر عمدًا هي الجلد ثمانين جلدة، وذلك لقوله تعالى: {وَمَنْ أَفْطَرَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ بِخَيْرٍ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.

وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الجلد واجب على من أفطر عمدًا بدون عذر شرعي، وأن الفدية لا تسقط عنه إلا إذا كان معذورًا.

العقوبة الأخروية للمفطر عمدًا

العقوبة الأخروية للمفطر عمدًا هي دخول النار، وذلك لقوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِدْ أَنْ يُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ نُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا}.

وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن المفطر عمدًا بدون عذر شرعي يستحق دخول النار، وأن الفدية لا تغني عنه من دخول النار.

الحكمة من تشريع الصيام

الحكمة من تشريع الصيام كثيرة، منها:

تزكية النفس: وذلك لأن الصيام يربي الإنسان على الصبر والتقوى والإخلاص.

تحقيق المساواة بين الناس: وذلك لأن الصيام يجعل الجميع يشعرون بالجوع والعطش، وهذا يؤدي إلى إزالة الفوارق الاجتماعية.

تعويد الإنسان على النظام والانضباط: وذلك لأن الصيام يفرض على الإنسان نظامًا معينًا في حياته، وهذا يؤدي إلى تعويده على النظام والانضباط.

تحقيق التقارب بين الأغنياء والفقراء: وذلك لأن الصيام يجعل الأغنياء يتعاطفون مع الفقراء ويشعرون بمعاناتهم.

وقاية الإنسان من الأمراض: وذلك لأن الصيام ينظف الجسم من السموم ويقيه من الأمراض.

أعذار الإفطار في رمضان

الأعذار التي تجيز الإفطار في رمضان هي:

المرض: إذا كان الصيام يضر بصحة المريض، فإنه يجوز له الإفطار.

السفر: إذا كان المسافر يقطع مسافة طويلة، فإنه يجوز له الإفطار.

العمل الشاق: إذا كان العمل الذي يقوم به الشخص شاقًا للغاية، فإنه يجوز له الإفطار.

الحمل: إذا كانت المرأة حاملًا أو مرضعة، فإنه يجوز لها الإفطار.

الحيض: إذا كانت المرأة حائضًا، فإنه يجوز لها الإفطار.

قضاء الصيام

يجب على من أفطر عمدًا أن يقضي الصيام بعد ذلك، وذلك لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.

ويشترط لقضاء الصيام ما يلي:

أن يكون الصيام عن عمد.

أن يكون الصيام في أيام رمضان.

أن يكون الصيام صحيحًا.

الخاتمة

الصيام عبادة عظيمة فرضها الله تعالى على المسلمين، وهو سبب لمغفرة الذنوب ودخول الجنة. وقد جعل الله تعالى الصيام واجبًا على كل مسلم بالغ عاقل، ولا يجوز الإفطار في رمضان إلا بعذر شرعي. ومن أفطر عمدًا بدون عذر شرعي، فإنه يستحق العقوبة الدنيوية والأخروية.

أضف تعليق