حكم تقبيل المصحف

حكم تقبيل المصحف

حكم تقبيل المصحف

مقدمة:

المصحف الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وهو دستور المسلمين في حياتهم، وقد حث الإسلام على تعظيم المصحف وتبجيله، ومن ذلك تقبيله.

أولاً: مشروعية تقبيل المصحف:

1. وردت أحاديث نبوية صحيحة صريحة في مشروعية تقبيل المصحف، منها حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقبل المصحف وتضعه على رأسها وصدرها.

2. إن تقبيل المصحف هو تعظيم له وتبجيل، وقد أمرنا الله تعالى بتعظيم شعائر الله، ومنها المصحف، قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.

3. إن تقبيل المصحف هو وسيلة للتبرك به، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتبركون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، مثل شعره وريقه وعرقه، فمن باب أولى أن يتبركوا بالمصحف الذي هو كلام الله.

ثانيًا: كيفية تقبيل المصحف:

1. يجب أن يكون المصحف طاهرًا، فلا يجوز تقبيل مصحف نجس.

2. يجب أن يكون المرء على طهارة، فلا يجوز تقبيل المصحف على غير طهارة.

3. يسن وضع المصحف على الرأس أو الصدر أو اليدين، ثم تقبيله.

ثالثًا: آداب تقبيل المصحف:

1. يجب أن يكون تقبيل المصحف بخشوع وإجلال، فلا يجوز تقبيله على سبيل اللهو أو العبث.

2. يجب أن يكون تقبيل المصحف في مكان لائق، فلا يجوز تقبيله في مكان نجس أو متنجس.

3. يجب أن يكون تقبيل المصحف في وقت مناسب، فلا يجوز تقبيله في وقت فيه ضرر أو إضرار بالآخرين.

رابعًا: حكم تقبيل المصحف أثناء الصلاة:

1. لا يجوز تقبيل المصحف أثناء الصلاة، لأن الصلاة عبادة مستقلة، ولا يجوز فيها فعل أي شيء آخر غير الذكر والدعاء.

2. إذا أراد المصلي أن يقبل المصحف، فعليه أن يقطع الصلاة ثم يقبله، ثم يعيد الوضوء والصلاة من جديد.

3. إذا كان المصلي حاملًا للمصحف في يده أثناء الصلاة، فلا يجوز له أن يقبله، لأن ذلك يعد قطعا للصلاة.

خامسًا: حكم تقبيل المصحف للمرأة:

1. يجوز للمرأة أن تقبل المصحف، بشرط أن تكون على طهارة، وأن يكون المصحف طاهرًا.

2. يسن للمرأة أن تقبل المصحف في مكان لائق، وأن يكون ذلك بخشوع وإجلال.

3. يجب على المرأة أن لا تقبل المصحف أثناء الصلاة، لأن ذلك يعد قطعا للصلاة.

سادسًا: حكم تقبيل المصحف للأطفال:

1. يجوز للأطفال أن يقبلوا المصحف، بشرط أن يكونوا على وعي بما يفعلون، وأن يكون المصحف طاهرًا.

2. يسن للأطفال أن يقبلوا المصحف في مكان لائق، وأن يكون ذلك بخشوع وإجلال.

3. يجب على الآباء والأمهات تعليم أطفالهم آداب تقبيل المصحف، وأن يحرصوا على أن يقبلوا المصحف في الوقت المناسب والمكان المناسب.

سابعًا: حكم تقبيل المصحف للمريض:

1. يجوز للمريض أن يقبل المصحف، بشرط أن يكون على طهارة، وأن يكون المصحف طاهرًا.

2. يسن للمريض أن يقبل المصحف في مكان لائق، وأن يكون ذلك بخشوع وإجلال.

3. يجب على المريض أن لا يقبل المصحف أثناء الصلاة، لأن ذلك يعد قطعا للصلاة.

خاتمة:

إن تقبيل المصحف هو من شعائر التعظيم والتكريم للمصحف الكريم، وقد حث الإسلام على ذلك، وبيّن آدابه وحكمه في مختلف الأحوال، فينبغي على المسلمين أن يحرصوا على تقبيل المصحف بخشوع وإجلال، وأن يعلموا آدابه وأحكامه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *