حكم مس المصحف بدون وضوء عند المالكية

حكم مس المصحف بدون وضوء عند المالكية

مقدمة

المسلمون مأمورون بالوضوء قبل مس المصحف، وذلك من أجل طهارة الجسد والروح عند تلاوة كلام الله تعالى. وقد اختلف الفقهاء في حكم مس المصحف بدون وضوء، فذهب المالكية إلى جواز مس المصحف بدون وضوء إذا لم يكن على المتوضئ نجاسة، بينما ذهب الجمهور إلى عدم جواز مس المصحف بدون وضوء مطلقاً. وفي هذا المقال، سوف نتناول حكم مس المصحف بدون وضوء عند المالكية بالتفصيل.

حكم مس المصحف بدون وضوء عند المالكية

ذهب المالكية إلى جواز مس المصحف بدون وضوء إذا لم يكن على المتوضئ نجاسة، وذلك استناداً إلى عدة أدلة، منها:

1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يمس القرآن إلا طاهر”. وقد استدل المالكية بهذا الحديث على أن مس المصحف من خصائص الطاهرين، وأن الطهارة ليست شرطاً في مس المصحف، بل هي شرط في تلاوته.

2. حديث عائشة رضي الله عنها

عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تمس المصحف وهي حائض. وقد استدل المالكية بهذا الحديث على أن الحيض لا ينقض الوضوء، وبالتالي فإن الحائض يمكنها مس المصحف بدون وضوء.

3. إجماع الصحابة رضي الله عنهم

وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على جواز مس المصحف بدون وضوء، وذلك استناداً إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه المذكور أعلاه.

شروط جواز مس المصحف بدون وضوء

اشترط المالكية عدة شروط لجواز مس المصحف بدون وضوء، وهي:

1. عدم وجود نجاسة على المتوضئ

لا يجوز مس المصحف إذا كان على المتوضئ نجاسة، سواء كانت نجاسة حسية أو معنوية. والنجاسة الحسية هي ما يخرج من السبيلين أو من الجروح، أما النجاسة المعنوية فهي ما يمنع من صحة الصلاة، مثل الحيض والنفاس والإحرام.

2. عدم وجود حاجة إلى تلاوة المصحف

إذا كان المتوضئ بحاجة إلى تلاوة المصحف، فلا يجوز له مسه بدون وضوء. وذلك لأن تلاوة المصحف من خصائص الطاهرين، كما ذكرنا سابقاً.

3. عدم وجود قصد الاستخفاف بالمصحف

إذا كان المتوضئ يقصد الاستخفاف بالمصحف، فلا يجوز له مسه بدون وضوء. وذلك لأن مس المصحف بدون وضوء يعد إهانة لكلام الله تعالى.

حالات عدم جواز مس المصحف بدون وضوء

هناك حالات لا يجوز فيها مس المصحف بدون وضوء، وهي:

1. عند تلاوة المصحف

لا يجوز تلاوة المصحف بدون وضوء، سواء كان التلاوة جهرية أو سرية. وذلك لأن تلاوة المصحف من خصائص الطاهرين، كما ذكرنا سابقاً.

2. عند حمل المصحف

لا يجوز حمل المصحف بدون وضوء، سواء كان الحمل على الرأس أو على الكتف أو في اليد. وذلك لأن حمل المصحف يعد إجلالاً لكلام الله تعالى، والإجلال لا يكون إلا بالطهارة.

3. عند تقبيل المصحف

لا يجوز تقبيل المصحف بدون وضوء. وذلك لأن تقبيل المصحف يعد تعظيماً لكلام الله تعالى، والتعظيم لا يكون إلا بالطهارة.

الخلاف في حكم مس المصحف بدون وضوء

اختلف الفقهاء في حكم مس المصحف بدون وضوء، فذهب المالكية إلى جواز مس المصحف بدون وضوء إذا لم يكن على المتوضئ نجاسة، بينما ذهب الجمهور إلى عدم جواز مس المصحف بدون وضوء مطلقاً. وقد استدل كل فريق من الفريقين بأدلة من القرآن والسنة والإجماع.

الراجح في حكم مس المصحف بدون وضوء

الراجح في حكم مس المصحف بدون وضوء هو مذهب الجمهور، وذلك لأن أدلتهم أقوى من أدلة المالكية. وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على عدم جواز مس المصحف بدون وضوء، وهذا الإجماع حجة قوية على عدم جواز مس المصحف بدون وضوء.

الخاتمة

في ختام هذا المقال، نؤكد على أهمية طهارة الجسد والروح عند تلاوة كلام الله تعالى. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى تلاوة كتابه العزيز بالطهارة اللازمة، وأن ينفعنا بما فيه من آيات بينات وحكم عظيمة.

أضف تعليق