حكم تهنئة النصارى بأعيادهم الأزهر

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم الأزهر

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم – الأزهر

مقدمة

يعتبر موضوع تهنئة النصارى بأعيادهم من المسائل التي شغلت المسلمين على مر العصور، وذلك لاختلاف الآراء حول جواز ذلك من عدمه. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل حكم تهنئة النصارى بأعيادهم في ضوء الشريعة الإسلامية وآراء العلماء المسلمين.

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم في الشريعة الإسلامية

لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم تهنئة النصارى بأعيادهم، ولكن هناك بعض النصوص التي يمكن الاستناد إليها في هذا الأمر، ومنها:

قوله تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) (العنكبوت: 46).

قوله تعالى: (وقولوا للناس حسناً) (البقرة: 83).

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) (صحيح البخاري).

أقوال العلماء المسلمين في حكم تهنئة النصارى بأعيادهم

اختلف العلماء المسلمون في حكم تهنئة النصارى بأعيادهم، ويمكن تقسيم آرائهم إلى ثلاثة أقوال رئيسية:

القول الأول: يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم من باب المعاملة الحسنة والرفق بهم. وهذا القول هو الراجح عند كثير من العلماء المعاصرين، ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي والدكتور عبد الكريم زيدان.

القول الثاني: لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم لأن ذلك يعد نوعاً من المشاركة في الكفر والشرك. وهذا القول هو الذي يذهب إليه بعض العلماء السلفيين، ومنهم الشيخ ابن باز والشيخ الألباني.

القول الثالث: يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم إذا كانت عاداتهم وتقاليدهم في هذه الأعياد لا تخالف الشريعة الإسلامية. وهذا القول هو الذي يذهب إليه بعض العلماء المعتدلين، ومنهم الشيخ محمد الغزالي والشيخ عبد الله بن جبرين.

شروط تهنئة النصارى بأعيادهم

إذا كان القول الراجح هو جواز تهنئة النصارى بأعيادهم، فهناك بعض الشروط التي يجب مراعاتها عند القيام بذلك، ومنها:

ألا تكون التهنئة من باب الاعتراف بشرعية هذه الأعياد أو المشاركة في الكفر والشرك.

ألا تتضمن التهنئة أي عبارات أو ألفاظ تخالف العقيدة الإسلامية أو تسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ألا يتم تقديم الهدايا أو المشاركة في الاحتفالات التي تخالف الشريعة الإسلامية أو التي تتضمن معاصي وذنوب.

الهدف من تهنئة النصارى بأعيادهم

إذا كانت التهنئة مستوفية للشروط السابقة، فإنها تحقق العديد من الأهداف الإيجابية، ومنها:

تعزيز أواصر المحبة والوئام بين المسلمين والنصارى.

إظهار الصورة الحقيقية للإسلام بأنه دين السلام والتسامح.

إفشال محاولات المتطرفين من كلا الجانبين في إثارة الفتنة وإشعال الحروب.

موقف الأزهر الشريف من تهنئة النصارى بأعيادهم

يؤكد الأزهر الشريف على جواز تهنئة النصارى بأعيادهم، وذلك من باب المعاملة الحسنة والرفق بهم. ويستشهد الأزهر بقوله تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) (العنكبوت: 46). ويقول الأزهر إن هذه الآية تدل على أنه يجب علينا أن نتعامل مع أهل الكتاب بالحسنى وأن ننصحهم بالحكمة والموعظة الحسنة.

الخلاصة

يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم من باب المعاملة الحسنة والرفق بهم، وذلك وفقاً للرأي الراجح عند كثير من العلماء المعاصرين. ولكن يجب مراعاة بعض الشروط عند القيام بذلك، منها ألا تكون التهنئة من باب الاعتراف بشرعية هذه الأعياد أو المشاركة في الكفر والشرك، وألا تتضمن أي عبارات أو ألفاظ تخالف العقيدة الإسلامية أو تسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وألا يتم تقديم الهدايا أو المشاركة في الاحتفالات التي تخالف الشريعة الإسلامية أو التي تتضمن معاصي وذنوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *