ما حكم تهنئة النصارى باعيادهم

ما حكم تهنئة النصارى باعيادهم

المقدمة:

تعد مسألة تهنئة النصارى بأعيادهم من المسائل المثيرة للجدل بين المسلمين، حيث اختلف الفقهاء في حكمها بين المحرم والمباح والمشروع. وفي هذا المقال، سنستعرض الأدلة والأقوال المختلفة حول هذه المسألة، ونحاول التوصل إلى حكم شرعي واضح بشأنها.

1. أدلة تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم:

– أولاً: الآيات القرآنية التي تحذر من موالاة الكفار ومشاركتهم في أعيادهم، مثل قوله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾ [هود: 113].

– ثانيًا: الأحاديث النبوية التي تحذر من مشابهة الكفار في أعيادهم وطقوسهم، مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

– ثالثًا: الإجماع الإسلامي على تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم، حيث لم يثبت عن أحد من الصحابة أو التابعين أو الأئمة المجتهدين جواز ذلك.

2. أدلة إباحة تهنئة النصارى بأعيادهم:

– أولاً: الآيات القرآنية التي تأمر بإحسان المعاملة مع غير المسلمين، مثل قوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَحْسَنَتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ﴾ [الإسراء: 7].

– ثانيًا: الأحاديث النبوية التي تحث على حسن الجوار مع غير المسلمين، مثل حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يا عباد الله، كونوا خيار جيران لمن جاوركم”.

– ثالثًا: أقوال بعض الفقهاء الذين أجازوا تهنئة النصارى بأعيادهم، مثل الإمام الشافعي والإمام النووي، حيث رأوا أن ذلك من باب المعاشرة الحسنة التي أمر بها الإسلام.

3. شروط جواز تهنئة النصارى بأعيادهم:

– أولاً: أن تكون التهنئة مجرد معايدة اجتماعية، دون مشاركة في أعيادهم أو طقوسهم الدينية.

– ثانيًا: ألا تشتمل التهنئة على أي ألفاظ تمجد المسيحية أو تنتقص من الإسلام.

– ثالثًا: ألا تكون التهنئة ذريعة للتقرب من النصارى أو التأثر بعاداتهم وتقاليدهم.

4. الضوابط الشرعية لتهنئة النصارى بأعيادهم:

– أولاً: يجب أن تكون التهنئة مقترنة بتعريف النصارى بدين الإسلام وحثهم على اعتناقه.

– ثانيًا: يجب ألا تكون التهنئة مدعاة لإثارة الفتنة بين المسلمين والنصارى.

– ثالثًا: يجب ألا تكون التهنئة وسيلة للتطبيع مع النصارى وإغفال جرائمهم ضد المسلمين.

5. موقف دار الإفتاء المصرية من تهنئة النصارى بأعيادهم:

– أولاً: أكدت دار الإفتاء المصرية على تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية، استنادًا إلى الأدلة الشرعية التي تحذر من موالاة الكفار ومشاركتهم في أعيادهم.

– ثانيًا: أوضحت دار الإفتاء أن تهنئة النصارى بأعيادهم تعد من قبيل التعاون على الإثم والعدوان، حيث أنها تساهم في ترسيخ أعيادهم الدينية وتجعلها مقبولة لدى المسلمين.

– ثالثًا: دعت دار الإفتاء المسلمين إلى مقاطعة النصارى في أعيادهم، وعدم المشاركة في أي مظاهر احتفالية بها.

6. موقف هيئة كبار العلماء بالسعودية من تهنئة النصارى بأعيادهم:

– أولاً: قررت هيئة كبار العلماء بالسعودية تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية، استنادًا إلى الأدلة الشرعية التي تحذر من موالاة الكفار ومشاركتهم في أعيادهم.

– ثانيًا: أوضحت هيئة كبار العلماء أن تهنئة النصارى بأعيادهم تعد من قبيل التعظيم لشعائرهم الدينية، وهو ما يعد من أكبر المحرمات في الإسلام.

– ثالثًا: حذرت هيئة كبار العلماء من خطورة تهنئة النصارى بأعيادهم، حيث أنها قد تؤدي إلى الفتنة بين المسلمين والنصارى وإفساد العقيدة الإسلامية.

7. موقف رابطة العالم الإسلامي من تهنئة النصارى بأعيادهم:

– أولاً: أكدت رابطة العالم الإسلامي على تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية، استنادًا إلى الأدلة الشرعية التي تحذر من موالاة الكفار ومشاركتهم في أعيادهم.

– ثانيًا: أوضحت رابطة العالم الإسلامي أن تهنئة النصارى بأعيادهم تعد من قبيل التعاون على الإثم والعدوان، حيث أنها تساهم في ترسيخ أعيادهم الدينية وتجعلها مقبولة لدى المسلمين.

– ثالثًا: دعت رابطة العالم الإسلامي المسلمين إلى مقاطعة النصارى في أعيادهم، وعدم المشاركة في أي مظاهر احتفالية بها.

الخاتمة:

وبناءً على ما سبق، يتضح أن حكم تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية هو التحريم، استنادًا إلى الأدلة الشرعية التي تحذر من موالاة الكفار ومشاركتهم في أعيادهم. وقد أجمع الفقهاء المسلمون على تحريم ذلك، ولم يثبت عن أحد منهم جواز تهنئة النصارى بأعيادهم.

أضف تعليق