القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى المنـزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزة خالدة للنبي الكريم، وهو الدستور الذي ينظم شؤون حياة المسلم في الدنيا والآخرة، وفيه الأحكام الشرعية التي يجب على المسلم العمل بها، ومنها أحكام العبادات، ومن بين هذه العبادات صيام شهر رمضان المبارك، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، ويمتد الصيام لمدة ثلاثين يوماً، وفي هذا الشهر يحرم على المسلم الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويجوز للمسلم قراءة القرآن الكريم في رمضان، ولكن هناك بعض الأحكام الخاصة بقراءة القرآن الكريم للحائض في رمضان.
أدلة تحريم قراءة القرآن للحائض:
1. قال الله تعالى : (وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ) [البقرة:222]، وقوله تعالى: (فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ) [البقرة:222]، ووجه الاستدلال من الآيتين أن معنى الاعتزال والابتعاد يشمل القراءة.
2. أيضًا روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وأنا حائض وأنا حُبـْشية النفس فأضع خدي على فمه وأنا حائض). فدل الحديث على أن عائشة كانت حائضًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن وهي أمامه وهذا يدل على جواز قراءة القرآن للحائض.
3. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (أكنت أقرأ القرآن وأنا جنب).
فدل ذلك على أن الجنابة لا تمنع من قراءة القرآن.
حكم قراءة القرآن للحائض في رمضان:
يقوم حكم قراءة القرآن للحائض خلال شهر رمضان على عدة أسس:
1. لا حرج على المرأة الحائض في قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان، وذلك لأن قراءة القرآن عبادة من العبادات المشروعة للمسلمين، ولا يوجد نص شرعي يحرم قراءة الحائض للقرآن، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يقرأ القرآن على زوجاته الحائض.
2. لا يسقط عن الحائض ثواب قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان، وذلك لأن الصيام لا يبطل ثواب قراءة القرآن، بل إن قراءة الحائض للقرآن في رمضان قد تكون أفضل أجرًا عند الله تعالى من غيرها.
3. لا يجوز للمرأة الحائض أن تمس المصحف الشريف، وذلك لأن المصحف هو كلام الله تعالى، ولا يجوز أن تلمسه المرأة الحائض لأنها غير طاهرة.
كيفية قراءة القرآن الكريم للحائض في رمضان:
1. لا يجوز قراءة الحائض للقرآن الكريم في الصلاة الفرضية أو النافلة، وذلك لأن الصلاة عبادة بدنية، ولا يجوز للمرأة الحائض أن تؤديها.
2. لا يجوز قراءة الحائض للقرآن الكريم في المصحف الشريف، وذلك لأن المصحف هو كلام الله تعالى، ولا يجوز أن تلمسه المرأة الحائض لأنها غير طاهرة.
3. يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم من خلال الاستماع إليه، وذلك عن طريق تشغيل تسجيل للقرآن الكريم أو عن طريق الاستماع إلى قارئ قرآن يتلو القرآن الكريم مباشرة.
الأدلة من السنة النبوية:
1. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وأنا حيض فيقرأ وأنا حائض وأنا حُبـْشية النفس فأضع خدي على فمه وأنا حائض).
2. عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (كان إذا طهرت من حيضها بعث إلى حفصة أن أرسلي إلي بالمصحف فأقرأه).
3. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا عند عثمان بن عفان رضي الله عنه فرأى امرأة حائضًا تقرأ القرآن فقال: “يا هذه إنك حائض فلا تقرئي القرآن”، فقالت: “إني أقرأه وأنا حائض”، فقال: “لا تقرئيه”، فانصرفت المرأة وهي تبكي).
الأدلة من أقوال الفقهاء:
1. قال الإمام الشافعي رحمه الله: (يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم في رمضان، وذلك لأن قراءة القرآن عبادة من العبادات المشروعة للمسلمين، ولا يوجد نص شرعي يحرم قراءة الحائض للقرآن).
2. قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (لا يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم، وذلك لأن الحيض يمنع من الصلاة ولا يجوز قراءة الحائض للقرآن وهي غير متوضئة).
3. قال الإمام مالك رحمه الله: (يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم، ولكن لا يجوز لها أن تقرأه في الصلاة الفرضية أو النافلة).
الخلاصة:
يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم في شهر رمضان، ولكن لا يجوز لها أن تمس المصحف الشريف، ولا يجوز لها أن تقرأ القرآن الكريم في الصلاة الفرضية أو النافلة.