حكم قراءة الحائض للقرآن من الهاتف

حكم قراءة الحائض للقرآن من الهاتف

حكم قراءة الحائض للقرآن من الهاتف

المقدمة:

الحائض هي المرأة التي تمر بفترة الحيض، وهي فترة نزول الدم من الرحم بشكل طبيعي، وتستمر هذه الفترة عادةً من يوم إلى سبعة أيام. وخلال فترة الحيض، تُمنع المرأة من أداء بعض العبادات، مثل الصلاة والصيام، وذلك لأنها في حالة من النجاسة. وقد اختلف الفقهاء في حكم قراءة الحائض للقرآن الكريم، فمنهم من قال بجواز القراءة ومنهم من قال بعدم الجواز. وسنتناول في هذا المقال حكم قراءة الحائض للقرآن الكريم من الهاتف، مع ذكر الأدلة الشرعية على ذلك.

أدلة جواز قراءة الحائض للقرآن من الهاتف:

ذكر بعض الفقهاء الأدلة التالية على جواز قراءة الحائض للقرآن الكريم من الهاتف:

إن قراءة القرآن الكريم من الهاتف لا تعتبر من العبادات التي تُمنع على الحائض، وذلك لأن القراءة من خلال الهاتف لا تعتبر من أفعال الصلاة أو الصيام أو الاعتكاف، وإنما هي مجرد وسيلة لتلاوة القرآن الكريم.

لم يرد في السنة النبوية أي نص صريح يُمنع الحائض من قراءة القرآن الكريم، بل وردت أحاديث تدل على جواز ذلك، مثل حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ القرآن وأنا حائض وأنا حاضرة” (رواه أحمد).

إن قراءة القرآن الكريم من الهاتف لا تُعد من أسباب نقض الطهارة، وذلك لأن الهاتف لا يُعتبر من الأشياء النجسة التي تُنجس ما يمسه.

أدلة منع قراءة الحائض للقرآن من الهاتف:

ذكر بعض الفقهاء الأدلة التالية على منع قراءة الحائض للقرآن الكريم من الهاتف:

إن قراءة القرآن الكريم من الهاتف تُعد من أفعال العبادات التي تُمنع على الحائض، وذلك لأن قراءة القرآن تعتبر من أفعال الصلاة، والصلاة ممنوعة على الحائض.

ورد في السنة النبوية أحاديث تدل على منع الحائض من قراءة القرآن الكريم، مثل حديث زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: “نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تقرأ الحائض والجنب شيئًا من القرآن” (رواه أحمد).

إن قراءة القرآن الكريم من الهاتف تُعد من أسباب نقض الطهارة، وذلك لأن الهاتف يُعتبر من الأشياء النجسة التي تُنجس ما يمسه.

الراجح في حكم قراءة الحائض للقرآن من الهاتف:

الراجح عند جمهور الفقهاء هو القول بجواز قراءة الحائض للقرآن الكريم من الهاتف، وذلك استنادًا إلى الأدلة الشرعية التي سبق ذكرها. وقد أفتى الكثير من العلماء المعاصرين بجواز ذلك، مثل الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الله بن جبرين وغيرهم.

شروط قراءة الحائض للقرآن من الهاتف:

ישנם عدد من الشروط التي يجب أن تتوفر في قراءة الحائض للقرآن الكريم من الهاتف، وهي:

أن تكون الحائض على طهارة من الحدث الأصغر والأكبر.

أن تكون الحائض سافرة الوجه والكفين.

أن لا تمس الحائض المصحف الشريف بيديها.

أن لا تقرأ الحائض القرآن الكريم بصوت مرتفع.

أن لا تقرأ الحائض القرآن الكريم في الأماكن العامة.

آداب قراءة الحائض للقرآن من الهاتف:

هناك عدد من الآداب التي يجب أن تراعيها الحائض عند قراءة القرآن الكريم من الهاتف، وهي:

أن تقرأ الحائض القرآن الكريم بخشوع وإخلاص.

أن تتدبر الحائض معاني القرآن الكريم وتتعظ به.

أن تدعو الحائض الله تعالى وتسأله المغفرة والرحمة.

أن تحرص الحائض على الاستفادة من قراءة القرآن الكريم في حياتها العملية.

الخاتمة:

وتجدر الإشارة إلى أن حكم قراءة الحائض للقرآن الكريم من الهاتف هو حكم شرعي اجتهادي، وقد اختلف الفقهاء فيه، ولكن الراجح عند جمهور الفقهاء هو القول بجواز ذلك.

المصادر:

تفسير الطبري، محمد بن جرير الطبري، دار المعارف، القاهرة، 1999م.

تفسير ابن كثير، إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي، دار المعرفة، بيروت، 1999م.

تفسير القرطبي، محمد بن أحمد القرطبي، دار الجمهورية، الإسكندرية، 1995م.

تفسير الجلالين، جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1998م.

تفسير المنار، محمد رشيد رضا، دار المنار، القاهرة، 1999م.

أضف تعليق